هذه القصة حدثت بين شيخين من أهل البلقاء هما الشيخ الشاعر الفارس نمر بن عدوان الظفيري والشيخ مطلق السلمان الخريشا من شيوخ بني صخر
وذكر هذه القصة المؤرخ الأديب العلامة الأردني روكس بن زائد العزيز في كتابه عن سيرة نمر بن عدوان واسماه ( نمر العدوان ..شاعر الحب والوفاء .. حياته وشعره )
وتقول القصة ان الاحداث بدأت واقعة العديسية
العديسية مكان مطل على الشونة -وفي كتاب المواقع الجغرافيه في الأردن وفلسطين يقول:العديسية قرية جنوب غربي عمان على طريق ناعور -القدس التقى فيها ( العدوان) و (الخرشان) وكان بينهم بعض ما يحدث بين القبائل بالعصر الماضي
كان لبطولة نمر ولأبناء الاقرضه الذين آثار حماستهم نمر بقصيدة ((الموثبة)) الفضل في ذاك الأنتصار الساحق الذي جعل البلقاء خاصة للعدوان
وقد التقى نمر فارسا مشهورا من الخرشان وهو الشيخ مطلق السلمان وقد قتل نمر فرس مطلق السلمان فسقط مطلق عن فرسه فأشاع نمر أنه قتل مطلق السلمان فلما سمع مطلق الخبر أرسل إلى نمر بهذه القصيدة مع رجل اسمه ابن الغوري
يا طروش ياللي صوب غرب تمدون يا موفقيـن الرشد خوذوا وصاتي
عا نمر ابن عدوان لزوم تلفون عقب الغدا يهلي بكم للمباتي
اللي يحط الحيل والسمن بصحون ويروي حدود الشلف والمرهفاتي
يا نمر بن عدوان يا بيرق الكون ياللي نهار الهوش مثل الزناتي
من قولتك (مطلق) مع الميت مدفون صفر النياب إو لا عليهن شفاتي
عدونا يقفي مع الصدر مطعون يوم السبايا والرمك صافناتي
شريت حمراء منوة اللي يتمنون يازيـن هذبتها على المكمناتي
الصدر مثل الباب والراس وعيون حمر مثل جمر الغضى بالمشاتي
وشقر المعارف كنهن قذلـة قرون والذيـل يشبه مضفرات البناتي
ما عمر خيال لفى منك مطعون هو شك بعينك والرمك صافناتي
وحياة من ناجاه(موسى) على(الطور) لولا الوعر ضاقت عليك الفلاتي
وصلت قصيدة مطلق مع ابن الغوري الذي اوصل الرساله يد بيد إلى نمر ولما قرأ نمر القصيدة غضب اشد الغضب وأفاض أباريق القهوه وهال عليهما الرماد كما يفعل من تلقى خبر وفاة أعز ناس عنده. وحلف أن لا يشرب القهوه أو يدخن غليونا ما لم يطعن مطلق السلمان ويقتله بالرمح بدلا من البندقية فنظم هذه القصيدة جوابا عنها للشيخ مطلق السلمان وسلمها إلى ابن الغوري ليوصلها لمطلق السلمان
يا طروش ياللي صوب شرق تمدون يا موفقين الخير خذم وصاتي
ريضون لي على مقدار بن وغليون مقدار مما غط القلم بالدواتي
عا مطلق السلمان يا طروش تأتون عقب الغدا ايهلي بكم للمباتي
يرسل على حايل من الخور جابون قطع عصبها بماضي المرهفاتي
ريف المقافي على ما يعدون اللي يمينه لون نهر الفراتي
يا(مطلق السلمان) يا بيرق الكون بمطاعن الفرسان حوف الزناتي
يا(مطلق)ريض لي ترى العقل بالهون كل من نفخ نفسه وقع بالشماتي
الله يجيـبك من بعـيد اليا دون والله يحطك بـاللقاء من تلاتي
حياة من ناجاه ( موسى)على (الطور) حياة من بيده حياتي و مماتي
والله لو أن خيلكم ألف وادون لاطردك صوب (معان)يم (الشراتي)
ما انته موكد يوم كون تبركون بسهلة يا شوق عين البناتي
من غربي (تبنة )و(زقلاب)و(ايدون) من صيحة فضن بكم عازماتي
عيال القريضي ع البواسل يهدون بايمانهم يا ما لفي مجنباتي
من سربة الغياب لنهم تناخون إرماحهم منوات للموزماتي
تلقى مطاريح البداوى يدنون فايت بهم ياشوق موضي فواتي
الله يحوشك بالوغي لا أكثر ولا دون عسى هواتك يا الفهد من قناتي
يحرم علي شرب بن و غليون ليما اخوض بضميرك هواتي
فصلت لك بذلات ما لون من لون لما لقيت اللي على قدك تواتي
احرص على حمراك يوم يتلاقون صفر السنون ولا عليها شفاتي
وأحذر من اللي بالشجاع يتواصون عيال القريضي باللوازم عصاتي
وأنا أخو شيخة لا سكر كل مجنون اللي أطعنه بالرمح عمره فواتي
(إمحمد ولد غوري) اللي يعدون ما انته نطيحي يالكذوب الشخاتي
وتحرك نمر مع مجموعة من الفرسان للقاء مطلق السلمان فلتقاه ومعه مجموعة من الفرسان الخرشان التقيا الفدين مايسمى اليوم المفرق وتصالحا بعد جولة في الرماح بينهما وكان كل واحد منهم لبس درعه فتجاولا ساعة إلى أن وجد نمر مطلق السلمان غرة فطعنه فلم ينفذ الرمح من الدرع فصرخ أحد الوجهاء كبار السن قائلا: اوجهكم بالله ومحمد رسول الله الخلا بين الاجاويد حجاز فقال نمر لكني حرمت البن و الغليون ما أشرب القهوة ولا أعمّر الدخان الا أذبحه و لازم أوفي بتحريمي ثم فكر نمّر وكعادة الطيبين يوفرون الطيّب حتى وأن كان عدوا فتصالحا وتصالح العدوان والخرشان على مبدأ حفرة ودفنه . وأقسم نمر على مطلق أن يقلط عنده وعمل له ضيفه تليق بمقامه وبقي في مضيف نمر ثلاث أيام كعادة العرب وأهداه فرس بدال فرسه اللي ذبحها و حملَه بالهدايا وعاد لديرته معزز ومكرّم
