قصة وكلمات قصيدة ولّما تلاقينا على سفح رامة من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية
قصيدة ولما تلاقينا على سفح رامة مختلف في اسم شاعرها والاكثر انتشار انها للشاعر قيس بن الملوح والملقب بمجنون ليلى الا انها لم تورد في كل طبعات دواوينه ولم يذكر انها له بينما قال آخرون انها للشاعر الرقاشي الصوفي بينما اوضح البعض انها من كلمات يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي بينما ذهب البعض انها للشاعر اليمني عبدالله بن عمر الشاطري علما يأن القصيدة وابياتها تختلف بين شاعر وآخر ولا يعلم من هو شاعرها الحقيقي حتى الان ولكن سنتحدث عن ما يروى عنها
من قال ان القصيدة للشاعر قيس بن الملوح الذي ولد في سنة 645 ميلادي في نجد والملقب بمجنون ليلى وهو لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى العامرية التي نشأ معها وعشقها فرفض أهلها ان يزوجوها به فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش ويتغنى بحبه العذري، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز وتوفي قيس بن الملوح سنة 688 ميلادي، حيث تم العثور عليه مُلقى بين الحجار ميتاً فقد كتب بيتين من الشعر نقشها على الحجر بيديه، قائلاً:
توسّد أحجار المهامه والقفر ومات جريح القلب مندملَ الصدر
فيا ليت هذا الحبّ يعشقُ مرةً فيعلم ما يلقى المحبُّ من الهجر
كان قيس بن الملوح لا يفوت مجلسًا من مجالس الأدب التي تعقدها ليلى العامرية ولم يكن من بين هؤلاء الفتية فتى أحب إلى قلب ليلى من قيس بن الملوح كما أنها كانت تخصه دون غيره فلا ترد له طلبًا وكان الفتية على دراية بذلك حتى إذا أراد أحد منهم من ليلى العامرية حاجة توسّل بها إلى قيس بن الملوح ولعل قيسًا قد أراد يومًا أن يختبر ما له في قلب ليلى فطلب منها حاجة فمنعته فحزن كثيرًا وبكى أمام ناظريها.
لقد كان قيس بن الملوح يلازم ليلى في نهاره كله يحاورها ويبادلها الحديث حتى إذا حل الليل فارقها وانصرف والعرب آنذاك لم تكن تعد حديث الفتيان مع الفتيات ضرب من العيب ولم تكن تمنعه إلا أنهم كانوا يرفضون التشبب والتغزل ببناتهم في الشعر وكان قيس ينظم في ليلى العامرية جل قصائد الغزل العذري التي اشتهر بها لذلك لم يطل الأمر على هذا النحو الآمن حتى افتضح ما كان بينهما واشتهر في القوم وصارت قصة عشقهما حديث الناس.
وقيل أن قصة ولّما تلاقينا مع ليلى.
تقول القصة أن الشاعر قيس بن الملوح كان يحب ليلى حبًا جما ولكن بعدما رفض عمه أن يزوجها له فتحول من رجلٍ عاديٍ إلى شاعر البادية حيث كان يتنقل في البلاد
أراد أن يسافر ليبحث عن عمل ويجد رزقه كما كان يريد أن ينشر شِعره فأتت عليه ليلى العامرية وسألته: إلى أين أنتَ ذاهب فأجابها: أريد أن أسافر لأنشر شِعري وأبحث عن رزقي ثم سألته: متى سوف تعود. فرد عليها وقال لا أعرف.
ومرّت الأيام والسنين فتنقل بين بلاد الشام والحجاز اليمن وغيرها من بلاد الجزيرة العربية يتغنى بالشعر الذي أخذ يكتبه في ليلى تعبيرًا عن حبه الشديد لها ثم عاد وعندما عاد ذهب لكي يرى محبوبته ليلى فوجد لون أطراف أصابع ليلى أحمر اللون وكان يعرف في الزمن القديم أنَّ من تقوم بوضع الحنة على يديها تكون مخطوبة فحدث بينهم حوار طويل فقال لها: ماذا حصل يا ليلى بعد فراقي وهل حنيتي يديكِ وخطبتي فقالت له بشوقٍ: لا ولكنَّني منذ أن سافرت وأنا أبكي على فراقك دماً حتى ابتلَّ التراب وكنت أمسح دموعي حتى تحنّت كما ترى فقام بكتابة قصيدةً ليصف بها الموقف وكانت الكلمات ذات معانٍ عذبة وتتسم بالرّقة والإحساس والروعة حيث قال:
ولما تلاقينا على سفح رامةٍ وجدتُ بنان العامريَة أحمرا
فقلت خضبت الكفّ بعد فراقنا؟! فقالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما رأيتك راحلاً بكيت دمًا حتى بللت بهِ الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي فصار خضاباً بالأكف كما ترى
فصارت هذه الأبيات وقصتها تروى على ألسنة الناس.
وبعد رفض عمه لزواجه من ليلى وقف في أول ليلة قيس أمام غرفة الحب الأولى وقال:
وبعد ما هرب قيس جاء أبن عم ليلى لها وقال : هل أضلك الحب يا ليلى؟
فقالت أي ضلال!
فقال لها قصيدة شعر لقيس وأنها جاءت إليه وزنت معاه، فوقفت مصدومةً من شعر قيس! وراحت تصرخ كذب..كذب وراحت لبيتها تبكي،وكانت تلك القصيدة إلا هي كذب على قيس من فعل أبن عمها الأخر
ومرت الأيام حتى أتى موسم الحج فأتى أبوقيس له وقال سوف أخذك معي للحج وعندما وصل تعلق قيس بالكعبة وقال : يارب زدني فيها حبًا وفيها كلفًا ولا تنسني ذكراها أبدًا
فأما من هوى ليلى وتركي زِيارتَها فَإنِّي لا أَتوبُ
وكيف وعندها قلبي رهين أتوب إليك منها أو أنيب
ثم هرب قيس للصحراء حتى كاد يموت،ووجده الوالي على المدينة واخذه لقصره،فقال له حدثني،فلما قال له القصة أشفق عليه وطلب من ابوليلى يدها لقيس وأعطاه ثلاث شفاعات،شفاعة الوالي،شفاعة الكرامة،شفاعة قلب قيس،
وذهب أبوليلى لها،وقال لها لقد تقدم لخطبتك قيس بشفاعة من الوالي
وهناك رجل أخرى جميل وجميل الخصال،فقالت ليلى،تكفيني شفاعة قلب قيس ولكن أرفضه وسوف أتزوج الرجل الأخر،وبكل برود رفضت قيس وأرادت أن تتزوج الشخص الثاني الذي أسمه ورد وراح قيس يضرب أخماس بأسداس، أحقا؟ عشيقة الطفولة ترفضني؟،لم يحتمل كل هذا حتى هرب إلى الصحراء وبعد فترة مر من عنده خيال، فسأله أتعرف ليلى فقال نعم فقد تزوجت ورد،فَجُن قيس وطلب منهُ أن يوصله للمدينة
وقال عندما وصل :
أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا
ومن هنا كان هناك قيس،ورد،ليلى،أبوليلى،وأبن عم ليلى الذي قال شعرًا كذًبا في ليلى وأعترف أمامهم بأن قيس لم يكتب هذا الشعر ولكن أنا من فعلت، فسقط قيس على الأرض وامسك الجمر بيديه وراح يصرخ، حتى سقط على الأرض واغماء عليه من الألم
وعندما أستفاق فقال له ورد أرى أنك ظُلمت وظَلمت معك ليلى، فذهب ورد لـليلى وقال لها: إن شئتِ طالقتك الآن!
فقالت: لقد حدث ما حدث واختار الزمان لي الفراق عن قيس
فقال قيس وهو يبكي وراح يردد لا أصدق ما يحدث هنا،وراح يردد ليلى لا ليلى لا!وهرب قيس إلى الصحراء وراح يتغزل بالغزلان، وروي أن امرأة من قبيلته كانت تحمل له الطعام إلى البادية كل يوم وتتركه فاذا عادت في اليوم التالي لم تجد الطعام فتعلم انه ما زال على قيد الحياة
وفي يومًا من الأيام وجدت أن الطعام لم يمس فأخبرت أهل قيس فذهبوا يبحثون عنه حتي وجدوه في وادي وقد توفي ووجدوا بيتين من الشعر عند راسه خطهما بإصبعه هما: