توبة الشاعر بصري الوضيحي

توبة الشاعر بصري الوضيحي

توبة الشاعر بصري الوضيحي

الشاعر المعروف بصري الوضيحي الشمري بعد أن كف بصره قال هذه القصيدة وفيها يتضرع إلى الرب سبحانه وتعالى بالتوبة وإعادة بصره ويقال إن الله استجاب لدعائه فأعاد إليه الإبصار وفيها يقول:

يا ناصر جيش النبي والصحابة
ومهزم عداك اللي على الشرك عاصين

تجلا بياض صبي عيني ومابه
واشوف شوف مطلعات الشياهين

عقب العمى تنظر منازل احبابه
واخصهم بالشوف لوهم بعيدين

يا محسن الدنيا لفتني ركابه
وقرب رحيلي من فريق مقيمين

والقبر قلبي خايف من حسابه
في ساعة عنها الحوافير مقضين

يروعون القلب مثل الذيابه
اللي يقوسون العمل بالميازين

وانا ضعيف الحال ما فيه جابه
وتنجد في غير ربك ما هو زين

يا محسن الحسنا علينا مثابه
خلك لو غداني رحوم وبك لين

احرص بهم يا مايجون القرابه
مثل فروخ العش برص مساكين

وداعتك نوره عزي شبابه
لا تطلقه ترها خياله سلاطين

اللي كما نظم اللوالو عذابه
مع الطبايع خالط عقلها زين

الله يمن روعتي من عذابه
ويا سامعين كلمتي قولوا آمين

يروى أن الشاعر بصري الوضيحي راح يحج ويتوب الى الله ..وان يتوب عن التغزل والغزل ..كونه مشهور بالغزل .. وبعد كبر سنه نوى ان يتوب .. وبعد التحلل رأى أحد رفاقه في سوق سويقة الملاصق للحرم فتاة جميلة من بنات أحد شيوخ القبائل
فذهب إلى بصري وقال له: «أريد منك شور على سلعة.. أبي أشتريها» وهو يقصد أن يريه تلك الفتاة لمعرفته بحب بصري لرؤية الجمال وربما ليعرف صدق توبة الوضيحي
فلما وصلوا إلى السوق وأراه البنت قال بصري: «أنت ما تعرف أننا حجاج ما جينا ندور النسا… نطلب من الله الغفران»
وللقصة روايات أخرى منها أنه هو الذي شاهد الفتاة ووقف يتأمل جمالها
فناداه ولده أو أحد رفاقه عاذلا إياه: «وش بلاك تايه؟»
فرد عليه بهذه القصيدة وهناك رواية تختلط مع قصة جبر بن سيار وهي أنه بعدما سعى وطاف طلب من ابنه أن يقبّل الحجر الأسود وعندما وصل إلى الحجر يريد تقبيله اعترض بينه وبين الحجر خد فتاة جميلة كانت تريد تقبيل الحجر
وفي هذه اللحظة السريعة انبهر بصري من لمعان خد البنت فقبل وجنة البنت
فقالت له البنت «حج.. حج.. ياشايب»
وحاول ولده أن يلملم الموضوع فقال: «هذا شايب مهذري»
فخجل الوضيحي وقال: «يا بعد حيّي.. زلقت الحبة.. أبيها بالحجر وصارت فيك»
ومن قوله هذا جاء مثل «ازلقت حبة الشمري» وفي هذه المناسبة قال بصري هذه القصيدة

(التايه) اللي جاب بصري يقنّه
هيض جروح (العود) والعود قاضي

جينا نحج ونطلب الله جنة
جنة نعيمٍ يوم يبس اللحاظي

ياليت كانت حبتي في معنه
يوم العيون عن الخوامل غواضي

يامن يعاوني على وصف كنه
اشقح شقاح ولاهق اللون ياضي

نهدين للثوب الحمر مزعنه
حمرٍ ثمرهن وأغطسن بالبياضي

والريح لا زفرة ولا هي.. مصنة
ريح النفل في معشبات الفياضي

ياليت لو سني على وقم سنه
بايام ما بيني وبينه بغاضي

أيام جلد الذيب عندي محنه
نصبح وزرق الريش لهن انتفاضي

يا جرح قلبي.. جرح واد.. وطنه
غر المزون اللي وطنه.. وفاضي

البيض قبلي.. (محسنٍ).. عذبنه
و(نمر) على (وضحا) جرا له اعراضي

والبيض كم من واحد ٍ يبسنه
يبسة شماشيل العذوق النفاضي

إلى التوى بستان قلبي سقنه
واخضر جنابه عقب يبسة الحاضي

عزي.. لمن غر الثنايا كونه
واركن على كبده كوايا عراضي

القلب غضات الصبايا شعنه
بنت الشيوخ مخدّمين الحياضي

شوفي بعيني والخدم يركبنه
على زعاعٍ يوم قوطر وناضي

فوق اشقحٍ من زمل ابوها.. مضنّة
ركبت عليه اتشنطح ٍباعتراضي

بمشجرٍ من «سوق هجر» مغنه
على خياطه زين الأوصاف راضي

وين انت يا مشفي على طردهنه
انا طويت ارشاي واقفيت فاضي

انا صدرت ووردهن عقبنه
على العدود مشرعات الحياضي

حجيت أنا للفرض ما هيب سنة
ونكست في عمياي عقب افتراضي

احدٍ بوسط النار.. واحد بجنه
وترى البخيت اللي له الرب راضي

ويقال بعد ما رجع الوضيحي لدياره ندم على مافعل وقال:

ياليتنا من حجنا سالمينا
كان الذنوب اللي علينا خفيفات

رحنا نبي نخفف ذنوب علينا
وجينا وعليها كثرها عشر مرات

error: Content is protected !!