الشاعر المعروف بصري الوضيحي الشمري بعد أن كف بصره قال هذه القصيدة وفيها يتضرع إلى الرب سبحانه وتعالى بالتوبة وإعادة بصره ويقال إن الله استجاب لدعائه فأعاد إليه الإبصار وفيها يقول:
يا ناصر جيش النبي والصحابة ومهزم عداك اللي على الشرك عاصين
عقب العمى تنظر منازل احبابه واخصهم بالشوف لوهم بعيدين
يا محسن الدنيا لفتني ركابه وقرب رحيلي من فريق مقيمين
والقبر قلبي خايف من حسابه في ساعة عنها الحوافير مقضين
يروعون القلب مثل الذيابه اللي يقوسون العمل بالميازين
وانا ضعيف الحال ما فيه جابه وتنجد في غير ربك ما هو زين
يا محسن الحسنا علينا مثابه خلك لو غداني رحوم وبك لين
احرص بهم يا مايجون القرابه مثل فروخ العش برص مساكين
وداعتك نوره عزي شبابه لا تطلقه ترها خياله سلاطين
اللي كما نظم اللوالو عذابه مع الطبايع خالط عقلها زين
الله يمن روعتي من عذابه ويا سامعين كلمتي قولوا آمين
يروى أن الشاعر بصري الوضيحي راح يحج ويتوب الى الله ..وان يتوب عن التغزل والغزل ..كونه مشهور بالغزل .. وبعد كبر سنه نوى ان يتوب .. وبعد التحلل رأى أحد رفاقه في سوق سويقة الملاصق للحرم فتاة جميلة من بنات أحد شيوخ القبائل فذهب إلى بصري وقال له: «أريد منك شور على سلعة.. أبي أشتريها» وهو يقصد أن يريه تلك الفتاة لمعرفته بحب بصري لرؤية الجمال وربما ليعرف صدق توبة الوضيحي فلما وصلوا إلى السوق وأراه البنت قال بصري: «أنت ما تعرف أننا حجاج ما جينا ندور النسا… نطلب من الله الغفران» وللقصة روايات أخرى منها أنه هو الذي شاهد الفتاة ووقف يتأمل جمالها فناداه ولده أو أحد رفاقه عاذلا إياه: «وش بلاك تايه؟» فرد عليه بهذه القصيدة وهناك رواية تختلط مع قصة جبر بن سيار وهي أنه بعدما سعى وطاف طلب من ابنه أن يقبّل الحجر الأسود وعندما وصل إلى الحجر يريد تقبيله اعترض بينه وبين الحجر خد فتاة جميلة كانت تريد تقبيل الحجر وفي هذه اللحظة السريعة انبهر بصري من لمعان خد البنت فقبل وجنة البنت فقالت له البنت «حج.. حج.. ياشايب» وحاول ولده أن يلملم الموضوع فقال: «هذا شايب مهذري» فخجل الوضيحي وقال: «يا بعد حيّي.. زلقت الحبة.. أبيها بالحجر وصارت فيك» ومن قوله هذا جاء مثل «ازلقت حبة الشمري» وفي هذه المناسبة قال بصري هذه القصيدة