الشاعر هويشل بن عبد الله الهويشل

الشاعر هويشل بن عبد الله الهويشل

سيرة وقصائد الشاعر هويشل بن عبد الله الهويشل رحمة الله

لعل أفضل تعريف بشخصية الشاعر هو ما كتبه الأديب الشيخ سعد بن عبدالله بن جنيدل رحمه الله في كتابه من شعراء عالية نجد الكتاب الخاص الذي خصصه للشاعر بعنوان بين الغزل والهزل والذي صدر عام 1398 الموافق 1978م حيث كتب عنه تعريفا قال فيه

الشاعر الشعبي هويشل بن عبد الله بن هويشل وكنيته ابو عبدالله وهو حربي بالولاء بنتمي ابوه الى بني عمرو من حرب واتى الى بلاد العرض وكان يعمل حائكا يحوك العبي والمشالح الصوفية وسكن القويعية ثم انتقل الى مزعل القريبة منها وكان شاعرا غير انه مقل
ولد ابنه هويشل في بلدة مزعل عام ١٣٠٥ هـ ونشأ فيها ودرس القرآن في كتابها, وشب فيها , وبدأ يقول الشعر في سن صغيرة ويقال كان عمره عشر سنوات وقتها وأول قصيدة قالها هي قصيدته ” هذا نصيبي ” التي مطلعها ..

داخ الضمير وداخ فيه ألف عراض
هذا نصيبي يوم قامت حظوظِه

قيِلٍ كما وصف التهامي إلى فاض
وأمة محمد كلها ما تفوضه

وأجاد في شعره في فنون مختلفة فقال شعرا كثيرا في انتصارات الملك عبد العزيز وفي فتح الحجاز ووقعة تربة وغيرها من القصائد في الملك عبد العزيز في مناسبات مختلفة وله في الغزل باع طويلة وقد اشتهر بشعره الساخر والهزلي لأنه ميزه من بين سائر الشعراء وله خيال واسع في شعره وتشبيهات دقيقة جيدة

كان الشاعر هويشل معروفًا بعفافه وقناعته وكثرة صلاته كان قارىء القرآن عاش في بلدة مزعل فقيراً كادحاً متعففاً يعيش من كده فتارة عامل في زرع وتارة يقطع الحجارة وحيناً يركب جمله ليأتي بحشيش أو حطب فيبيعُه وحيناً يقطع الشجر ويخبطه ويبيعه ليحصل على لقمة العيش وكان معروفًا بعفافه وقناعته وكثرة صلاته وكان قارىء القرآن وقد تزوج في شبابه ثلاث نسوة ولم يولد له منهن ثم تزوج امرأة قد تزوجت قبله ولم تنجب من زوجها الأول فولدت له ابنه عبد الله فاحبها حباً شديداً غير أنه أبتلي بعجوز من أهل تلك البلاد ادعت أن بينه وبين زوجته صلة رضاع وأنها لا تحل له ففارقها جزعا حزيناً وحمل عليها في شعره وعلى عجائز النساء وذلك حين يقول:

كم في حدب العجائز من عصاة
تابعـــات كل شيطانٍ هَموز

ربعـهن لإبليس أبا زنه خوات
ساد سياتَ العمل شهب القزوز

كل سكان العرض حضره والبداة
ينسبون العلم عن ذيك العجوز

جعـلها الله ما تطـب الـعـاليات
جِـعِل عِلثتها على الله ما تجوز

ما تفـوز بطاعـة الله والصـلاة
والذي يحبط عملها به تفوز

جعـلها عـشرين يوم ما تـبات
واللـدم في جنـبها مثل الحبوز

جعلها لداب يحول من صفـاة
هــايش للـرجل بأنيـابه يمـوز

جعلها لجـان يُوديها الصـراة
عاصي يرقا بها روس القحوز

ومن المعروف أنه ذو مكانه بين شعراء عصره وأن له شهرةً واسعة في نجد ومن الأمور التي يتميز بها الابتكار وسعة الخيال فالمتأمل لشعره يجد أنه قال الشعر في موضوعات لم يأت بها غيره مثلاً شعره وهزليات لون من الشاعر تفرد به وفيه طرافة فن وفيه جودة تصوير وبراعة تعبير أما شعره السياسي فانه يتميز بصدق العاطفة وتصور الظروف تصوراً مدركا وومعروف أن نشأته واكبت قيام المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بتوحيد أجزاء مملكته وكان يصغي لأخبار انتصاراته فيترجم ذلك في قصائد متأثرا بالظروف مندفعاً بعاطفة صادقه..

ملامح حياته تبدو واضحة في شعره وتوفي شهرذي الحجة عام ١٣٧٦ هـ

بعض من قصائد الشاعر هويشل بن عبد الله بن هويشل

ومن أشهر قصائده هذه القصيده والتي قالها وهو متشوقاً إلى بلده وهو في الرياض ..

يا طير ما تعطي الجنحان عاريّه
لي لازمٍ ما قضيته عند خلاّني

آخِذ عليك أربع الشدات عصريه
وأرد عليك الجناح إلى انقضى شاني

وله على شوف جيل فرع مرخيّه
وله على شوفهم والبعد عدّاني

من دونهم خشم عوصا والمحليّه
والصيهد اللِّي ربى به دقّ غزلاني

في ديرةٍ جعلها بالغيث مسقيّه
في العرض جرفٍ عدامه كل ودَّاني

من دافقٍ رافقٍ تركاه نسريّه
مزنٍ تهشّم على مبهل وفيحاني

كنِّه خيامٍ قبال القرن مبنيّه
كن الطها والرباب خشوم سنفاني

يسقي مداهل عديم نافل حيّه
رود سعى في كمال الحال وارذاني

إن جيت أسلّم عداني عنه ناريّه
يا جعل تكتف مصيبٍ عقلها جاني

يضرب بها كل طاروق وداويه
خوفٍ يصعّط بكبريتٍ وخفّاني

يجي لها من دعكنا والكلابيه
يضوي لها فالغلس من ديرته عاني

ينزع بها كنّها للبيت مدعيّه
تنكع ظما بين ظلم وبين مرّاني

ويقول في قصيدته بمناسبة الحرب الفلسطينية يعد الحرب العالمية الثانية , يمدح الملك عبد العزيز ويحرضه على جهاد اليهود

يا إمام العَدِل أمر علينا نمشي للجهاد
دون بيت الله نقـاتل ملاعين اليهُود

حن بيت الله بشكوى على طير الهداد
حاكم من وقت فيصل على تِرثَه سعُود

شعـره بالغـــزل :-

آدمِـي تعـاجيـبه تـخرف الفؤاد
وآدمي ظَـهَر لأهل المودة ضديد

وأبتجح في ثمر قلبي وزين المقـاد
سعِد من جت له الدنيا على ما يرِيِد

ما مشى بالبلاد ولا مشى بالـعباد
ولا ظهر بالعـذارى مثلهن يا سعِيد

واحد اسمه سمِي اللي سَمر بالهَجَاد
واسم الآخر بجوف العرض رسم وكيد

راعي الولـف الأول ما لحبه عداد
وراعي القـرن الأشقر قـام حبه يزيد

الجدايل مطـارق مـوزة في براد
أو تـشادي خوافي ناعمـات الجِريد

يا حلايا آلمها يا لابسَات الفراد
سعِدِ من شـاف سبع رعيفـات سريد

من تحت قِذلة تشدِي سبيب الجود
ذيل شقـرى تبِي الفـزاع فيها حـديد

ما مشى بي وزين الروح مشي الركاد
كان حقي و زين الروح يَدري الحَميد

ويقول أيضاً ..

الهشيلي بدا في راس في رجم رقـاه
هيضه عبرة من شوفته لـلحبـيب

ويتخير من أمـثالِه على ما طـراه
جايبه من ضميره على مثل سيل جذيب

قال من ذكرته البـيض حل عداه
يوم جـاني سلام الي نبـاهم عجــيب

يا سلامي عدد وبل نزل من سمـاه
عدد نبت الـزهر في كل روض عشيَب

مرحَبَا بِه عدد من زار سوق الصفاه
عد ما سار فيه من النـضـا والسـِبيـب

يا غزال ملح اللـون عدم سَحَاه
عبث ما هوب من راعي المهاوي قريب

مايق في شبابه واصل منتهاه
كن غاوي اوي دلالـه سكر في حليـب

كن خد الحبـيب بارق في طهاه
والنهد مستقل لـون بيض الـربيـب

ذهِب ذاك النما والشايب اللي غذاه
وأذهب الحال مقطوع الرجا والنصيب

لا تمحـن عـوَيد يوم ربي هـداه
شـايبٍ تـايبٍ من رحمة ربي قريب

ساجد وأطلب الله من فضايل عطاه
زل عصر الشباب وحل عصر المشيب

قصيدة للشاعر هويشل بن عبدالله وهو في مكه وقد وادع البيت الحرام واشتاق إلى أهله و موطنه في العرض

معاد عقب موادع البيت قامات
ياناشدين الهجن عما وراها

ياللي ركايبهم من الجوع لصبات
صرف عليها بالهلل ما هجاها

سقوا إلى حطوالها الشرق يمات
وإن نكبت شمس العصير بقفاها

قد عقبت ذيك الخشوم المنيفات
حطت حضن وخشوم غرب وراها

تشرب من الوادي وتصدرمحيلات
تبغي من الصخه دغاليب ماها

وسقوا إلى بانت لهن العلامات
صبحا على أيـمنها ودمخ حذاها

والصبح مطالعة علاوي شمالات
قد قدموا قبل النكيف بشراها

ومن روائع شاعرنا رحمه الله هذه اقصيدة العذبة ويحدد الشاعر بلاد عرض القويعية من جهاته الأربع ويسأل الله لها السقيا بالمطر.

سقى دراهم بارق عشية
على فرعة أم سحيم لاح

من الرين لين الحرملية
يرده على عروى نساح

إلى سار في دبرة وليه
سقى تلعة الماء والملاح

تسوقه ملائكة هدية
لشعب الجهيّش بالنصاح

ويقول الشاعر هويشل بن عبدالله يدعو بالسقيا ونزول المطر لدار محبوبته واصفاً السحاب الذي يمطر عليها ويحدد موطنها:

يا نديبي على حر يصك القرين
كل ما ناز قدمه من حماد طواه

منوة اللي يبي رد الرسايل بحين
راكبه لا رفع صوته ولا أومت عصاه

ما مشى به شريطي على السايمين
والمشوم ونزال الجبل ما قناه

راتع في سهل سوفه سمين بدين
يشرب الحرملية نبت مبهل رعاه

يا ابراهيم معبر حبهم لو يبين
لو يقسم على تسعين جوف ملاه

راحت البيض عند الموز طايح ثمين
اتلع لو يجي طاريه نايف شراه

لولا الاتلع جنين كان مات الجنين
ما لقى الورع لو كبر البرد في حشاه

والعثاكيل فوق معزله سبحتين
ما حلا سبحة قدمه والاخرى وراه

كن حص البحر فوق النحر والجبين
كن برق الرفايا ساطع في بهاه

يا بهاء حور حلو حلي حسين
يا ثمر غرسة لذ لذيذ جناه

يا نوايع ثمر بستان خوخ وتين
فوق شط غميق في دغاريق ماه

جعل يسقي مقره مدلهم رزين
موجف مرجف يجلى الغداري سناه

ما حلا يوم ينشي هجعة النايمين
كن يكتن شقح في مثاني سداه

يوم ينشي ويمشي والرعد له رنين
يرتهش بارقة يسبق ربابة طهاه

حادر وادي الديرة ووادي العرين
تكتمي سبعة الوديان من ضيم ماه

ينثر الوبل من ماسل ايلين البطين
وان وطا سيل وبله وادي ما بزاه

جعل يوطا شمال وينحدر له حنين
عامد سوق نزل بالخطر قد حماها

يضبط العرض كله من يسار ومن يمين
تكترب سبعة الوديان من صب ماه

ويقول ايضا

يا الله بنو نشا يكشف ويجتال
والنود شرقية تركي مخاييله

جعله على أسمر حطيبة عنه ما مال
يسقي جناب الخضر وارض يوالي له

يسقي على شان رود فيه نزال
تميت عنه أنتحي والقلب ينحى له

قال هويشل بن عبدالله يناشد الدار التي كان والده يسكنها ومات فيها ثم مات فيها أخوه:

يادار وين الولد والشايب الغالي
وين الطرب والعجوبة وين اهلهنه

قالت غدوا علهم في المنزل العالي
لعلهم في النعيم وروضة الجنة

ويقول في قصيدة أخرى موجهه الى الوحر من أهل قرية مزعل ..

سَـقَى دارهُم من عقب نبت الخضارا
من الصيف ودان يَقلع شجرهـا

إلى وَدن الشـقرا وغـرس الجــبـارا
لســلان الجــهـيش حـــدرهـــا

تـشوف الـجوازي في نـباته تــبـارا
تقطف من الريضان زايف زهرها

إلى صرت أمير يا الوحر ويش تارا
بذباح نفس ما نشد عن خطرهـا

إلى طب يلعب بَطـل أهل المــمارا
عَـفَر خد وضاح العواتق قمرهـا

ولا له جِنيس في جـمـيع العــذارا
كما دانةٍ جنِيت من أسفل بحرهـا

أنا الـبارحه عيـني تهل العـــبارا
وعيا سَعَد يا ويلها من سهرهـا

ذبحني عفيف ما يعرف الــمدارا
ضربني على كبدي برمح سَمَرهَا

ومن روائعه هذه القصيدة الغزلية نختار منها هذه الأبيات ..

يا حايرٍ في عالي الفرق مـا ذيق
عذب عدَاَ عَن مشرِبه عسر مرقاه

راحت عليه غصـون قلبي محاريق
أمس قويت الصبر واليوم ما أقواه

من شان ناس حملوني ملا أطيق
وأشكي على اللي جَاب ذا النون بدعاه

خلوني أبرد عبرة الـصدر بزعيق
تجلاَ وحَم حـر على القلب يَصلاَه

يا مل قلب دار بين المعاليق
دَور المزن إلى ارتعش وانتثر ماه

ويا فيض دمعي فيض سيل المخانيق
إلى وطاء شعبه مزن تـعلاه

هدب النـواظر تدفق الدمع تدفيق
والقـلب كنه يـوم يلتـج ببكِــاه

أجمل من العفري وشقـح الغرانيق
ومعصـفرات شييخي كنها إيــاه

العين عين اللي لَخَص بالـدراريق
قـايد خشوف الصيد علت معـَلاه

أشعل نظـيره فيه مثل الزواريـق
وإلى خزر به طالب الغي مَـا أحياه

والوسط متـاخ العذوق المعاليق
سبحان ربٍ بالتغازيل سَواه

إن طب يلعب فرق البيض تفريق
واللي بروُسِ البيض بالرجل ياطَاه

يا لاَيمِي جِعلِه ربيب الخنانيق
دابٍ مع الصفره لـطَم ساق يمنَاه

يا لايمي جِعِله يتيه الطـواريق
يتيه تيه من بغى الـدرب وأخطاه



error: Content is protected !!