وين انت ياللي تبي الظهران

وين انت يا اللى تبي الظهران
ترى الوعد رأس تنوره
هجينية مشهورة للشاعر / فهد الأزيمع رحمه الله
ولد الشاعر فهد مطلق الأزيمع الجبلي المطيري رحمه الله بمدينة حائل عام 1340هـ ونشأ بها ثم إنتقل شاباً صغيراً للمنطقة الشرقية بحثاً عن العمل لطلب الرزق
فعمل في شركة أرامكو في عام 1368هـ لمدة 3سنوات ثم غادرها في 1371هـ للعمل في شركة التابلاين في محطة القيصومة بقرب حفر الباطن وتدرج في الأعمال والوظائف حتى عُين مديراً للصيانة بالشركة
وفي 1398هـ أستقال فهد الأزيمع من عمله بالتابلاين وعاد لمسقط رأسه حائل للإقامة فيها وتفرغ لأعماله الخاصة
وهو شاعر جزل بدأ قرض الشعر مبكراً وشارك في مناسبات وطنية عديدة
له ديوان واحد أسمه ( ديوان الأزيمع ) يزيد عن مئتي صفحة يحتوي موروث شعري مليء بالجمال تضمن الباب الأول نصائح واستغاثات والباب الثاني مدح وشكر والباب الثالث المناسبات والباب الرابع قصائد عرضات نجدية والباب الخامس متفرقات
كما نشرت مقتطفات من شعره في دواوين شعراء مميزين وشارك في العديد من البرامج والنشاطات الإعلامية والمناسبات الثقافية ويطلق عليه لقب شاعر الجبلين
توفي رحمه الله في اواخر شهر رمضان ( ٢٥ رمضان ١٤٣٣هـ )
في الستينات الهجرية كان النفط مصدر عيش الكثير من شباب المملكة في زمن ضاقت فيه الأرض بأبنائها وندرت مصادر الدخل مما دفع أبناء القرى من مناطق المملكة المختلفة لركوب الطرق البرية الترابية للوصول إلى الشرقية الأرض التي تعد بالثراء.
ومنهم شاعرنا الذي ذهب للشرقية وهو في العشرينات من عمره عمل في البداية سائقا وكان كمثله من السائقين ”يكدون” هذه الخطوط القديمة ما بين الظهران والدمام وراس تنورة ورحيمه
وكتب هجينيته المشهورة في تلك الفترة اواخر الاربعينات الميلاديه
وين انت ياللى تبى الظهران
ترى الوعد رأس تنوره
من فوق ما يصنع النصران
فرتٍ حَمَر ساطعٍ نوره
كلٍ تمدن وجاء فنان
وكلٍ يولع بدافوره
مليت من مقعد الحقران
ينعاف لو ماكلي هوره
*الهوره نوع رز جيد وهو رز أبيض طويل الحبة
الا ان الأديب والكاتب والشاعر والناقد السعودي المتمكن الأستاذ محمد بن عبدالله الحمدان صاحب المؤلفات العديدة ولعل اشهرها كتاب ديوان السامري والهجيني عقب على مقال للأستاذ د.عبد الرحمن الهواوي في جريدة الجزيرة بتاريخ الجمعة 5 صفر 1428هـ العدد 12566 في صفحة الرأي عن استعرابه من العنوان الغريب للمقاله وهو (كل النِّشام نصوا ظهران) مضيفا ان ما زاد في الغرابة حين وضع شدة مكسورة على نون النشام وزعم أن هذا بيت شعر شعبي (عامي) وهذا النص لم أسمع أحداً قال به ولا معنى للنشام البتة ولعله يقصد النشامى جمع نشمي مثل السنافية جمع سنافي والسنافية أيضاً الفتاة الجميلة الشجاعة الجيدة.
مضيغا حسب تعقيبه أعود للمقصود وأورد فيما يلي ما جاء في كتابي (ديوان السامري والهجيني) صفحة 203 حول الهجينية التي ربما أرادها الدكتور في مقاله وها هو:
والتي يقال انها للشاعر بدر بن عواد الحويفي بينما ذكر خالد القناعي أنها لإبراهيم الحميضي كما ذكر الشاعر عبد الله بن عبار أنها تنسب لمحمد الحداري الحربي
يا حمود لا نشد عنا
قل له ترانا بتنّورة
شط البحر قبلة عنّا
بديار من يلعب الكوره
وقل له ترانا تمدّنا
كل يولّع بدافوره
فأجابته:
أشوف من راح ما ثنّا
يذكر ورا راس تنوره
لا وا حسايف تزيّنّا
ما اشوفهم كود بالصورة
خليف عن العرب غنّى
يلعب على كل غندوره
بينما قال فهد الأزيمع كما نشر في كتاب (حائل) لفهد العريفي ومحمد الصقيران
وين انت يا اللي تبي الظهران
ترى الوعد راس تنوره
من فوق ما يصنع النصران
فرت حمر ساطع نوره
ملّيت من مقعد الحقران
ينعاف لو ماكلي هوره
الا انني سألت الشاعر فهد الأزيمع عن هذه القصيدة فقال إنه نسيها وليست في ديوانه الذي طبع عام 1410 هـ
رحم الله الشاعر فهد مطلق الأزيمع الجبلي المطيري واسكنه فسيح جناته
الباحث والإعلامي
ناصر بن حمد الفهيد
القصيم – بريدة
تويتر