مرثية محمد بن فهيد العتيبي في زوجته مطيره الشمريه

مرثية محمد بن فهيد العتيبي في زوجته مطيره الشمريه

مرثية محمد بن فهيد العتيبي في زوجته مطيره الشمريه

في هذه القصة والمرثية تبين اختلاف طبايع الحريم كما تختلف بالتأكيد طبايع الرجال

محمد بن فهيد الفهيد الأسعدي الروقي العتيبي (راعي عين ابن فهيد) و«حاكم الأسياح إنذاك » (1170هـ -1260هـ) توجه الى قرية ليحضر بعض الغريس وبعض انواع النخيل وفى الطريق جلس هو وأخوياه لتناول الغداْ وكان غداهم عبارة عن قرص مدهون بالسمن وكان بقربهم امرأة ترعى بغنمها لا يعرفونها قدموا لها قطعة من القرص ولكنها رفضتها فتركوا لها القطعة على شجرة وذهبوا

وبعد شهر رجعوا من نفس الطريق ووجدوا قطعة القرص فى مكانها لم تلمسها فتعجب ابن فهيد من أمرها وكيف شـامت نفسها مما يدل على أنها من بيت رفيع

فسأل عنها فـأخبروه انهـا بنت بن سبيله من عبده من قبيلة شمر فخطبها من ابوها وتزوجها

وبعد الزواج ولاها كل شي الطعام والزاد والمفاتيح فكل شي تقوم بتدبيره فعرفت نفسيته معرفه تامه فاذا جاهم ضيوف ارسلت احد العبيد يسأل من يكونون وكم عددهم ومن زعيمهم وتحط لهم على قدر مكانتهم وزوجها مع ضيوفه يؤانسهم بالسوالف ولا يتحرك من مكانه لعلمه انها تقوم باللازم بدون توجيه.

اشتهر ابن فهيد بالكرم والشجاعة وهو علم بارز في الشعر ولكون مكانه بين الجنوب والشمال والذاهب والآيب فقد صار مقصداً ومناخاً للضيوف والغزاة للبادية وعامة في الصيف واشتهر صيته

وفي يوم من الايام لفى عليه ابن سليم من عنيزه ومعه خمسين من الرجال فجلس معهم طيلة الوقت ولم يتحرك صاحب الدار من مكانه حتى قدم لهم الذبائح وكان طيلة ذاك الوقت بمكانه مع الرجال.

وبعد عامين مر ابن سليم ومعه خمسة من الرجال على ابن فهيد وبعد ان سلم عليهم ورحب بهم لكن هذه المره كان بن فهيد على غير عادته فكان يجلس عندهم ثم يذهب الى داخل الدار ويرجع يجلس شوي ويذهب الى داخل الدار ولم يجلس معهم كما السابق فاستغرب بن سليم دخوله وخروجه على غير عادته

وبعد أن أكرمهم قال ابن سليم :
يامحمد ابنشدك عن شي في بالي
انت هالسنه غير، منت مثل اول؟ كنت فى السابق تجلس ولا تقوم من مكانك حتى تقلط ضيوفك والآن كل شوي تدخل وترجع وش السبب؟

قال ابن فهيد :
انت جيت وكان معك خمسين وانا ماتركت المجلس ابد وهالسنه تشوفني داخل وطالع للبيت
والسبب ان زوجتي الاولى توفت وزوجتي الثانية ما تعرف تدبير البيت الا لما اقول لها سوي كذا وسوي كذا
واسمعك هالابيات اللي قلتها بزوجتي الاولى مطيره

ومن ثم أنشد قصيدته الرثائية في زوجته مطيره بنت ابن سبيله من عبده من شمر

أطلب عسى الجنة منازل مطيره
حيث ان به طبع على البيـِض ماصار

مامعجبن زينه ولو هي نظيره
قصدي تنومسني الى جون خطّار

مع زينه الوافى بها زود سيرة
دبرة وعرف وكل شي بمقدار

لاجو على هجن من ارض الجزيرة
تعومسوا عنهم رديين الاشوار

ان جيت للمطبخ ايلا فيه نيره
تلقى الحطب عنده تقل شغل نجار

ماهيب خطوى الدعله المستديره
يجي العتيم وطامى القدر مافار

يدلاك وين اللى خطاهم قصيرة
من جيته ما قط فاخت من الدار

ياعنك ما يسمع نباها قصيره
ولا قط شفت الغيظ منها والاكدار

الا ومعها قصر اخطاها ستيره
جتنا وراحت ماسمع صوته الجار

الشاعر محمد الفهيد الأسعدي الروقي العتيبي 

error: Content is protected !!