قلت آه من علم لفا به قرينيس

قلت آه من علم لفا به قرينيس

قلت آه من علم لفا به قرينيس

شهدت الكويت في القرن التاسع عشر ميلاد أولى شاعراتها وهي «موضي بنت عبدالعزيز العبيدي» التي لقبت بـ«خنساء الكويت» بسبب مسحة الحزن والألم التي سيطرت على حياتها وجل قصائدها جراء فقدها اثنين من أبنائها غير أن الكثيرين داخل منطقة الخليج وخارجها لم يسمعوا بها وإن سمعوا بها فإنهم لا يعرفون الكثير عنها لأن سيرتها وإرثها الثقافي لم يوثق بصورة شاملة وصحيحة ناهيك عن وجود تضارب في المعلومات المتوفرة حولها هذا التضارب الذي يعزى بصفة رئيسية إلى لامبالاة الناس بالتدوين والتوثيق في الحقبة الزمنية التي عاشت فيها الشاعرة بسبب جهل وأمية السواد الأعظم منهم آنذاك.

ولهذا السبب نجد أن الكثير من المعلومات الخاصة بشاعرتنا دونت بصيغة التقدير أو الترجيح فعن تاريخ ميلادها مثلاً قيل إنه طالما قتل ولدها الأول «محمد العويش» في معركة الصريف التي وقعت بين إمارتي الكويت وحائل في عام 1901 في بلدة الصريف شمال شرق مدينة بريدة بالقصيم فإن عمرها كان وقتذاك أربعين سنة وبالتالي فإن تاريخ ميلادها هو سنة 1860 أو قبلها أو بعدها بقليل أي أنها ممن عشن في عهد الشيخ مبارك الكبير.
وتكرر هذا في موضوع الاهتداء إلى والدها في ظل وجود أكثر من شاعر يحمل اسم عبدالعزيز ضمن عائلة آل عبيدي الكويتية الكبيرة فقيل طالما أن عبدالعزيز بن محمد العبيدي عاش في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي فإن اسمه والفترة الزمنية التي عاش فيها يرجحان أنه هو والد خنساء الكويت.
أما الاختلاف الأكثر بروزًا في سيرتها فهو حول ابنيها «عبدالعزيز» و«محمد» وأيهما أكبر سنًا؟ حيث تقول بعض المصادر إنها فقدت ابنها الأكبر عبدالعزيز أولاً في رحلة غوص ثم فقدت ابنها الثاني في معركة الصريف بينما تقول مصادر أخرى العكس.
إضافة إلى ما سبق وبسبب زواج شاعرتنا أكثر من مرة ينسب البعض الابنين إلى العويش فيما ينسبهما البعض الآخر إلى البراك كما أن هناك خلافًا حول مكان ميلاد شاعرتنا بمعنى هل هو في فريج الفرج بالقرب من دروازة العبدالرزاق أو في فريج عليوه بالمرقاب؟

ما يهمنا هنا هو أن التاريخ خلَّد اسم هذه السيدة لأنها بشعرها وقصائدها التي تناقلها وحفظها الناس سجلت جزءًا من تاريخ بلدها ومجتمعها.

وفي هذا السياق كتب المؤرخ والباحث الاستاذ فرحان عبدالله الفرحان في صحيفة الأنباء الكويتية (2/‏10/‏2013) أن موضي «بزت غيرها من النساء اللائي ضقن ذرعًا من شظف العيش في تلك الفترة لهذا كانت تنفس عن نفسها بهذا الشعر الذي دخل التاريخ»
كما أشار الفرحان إلى أن أول من تحدث عن الشاعرة هو مؤرخ الكويت الأكبر الشيخ عبدالعزيز أحمد الرشيد البداح في كتابه «تاريخ الكويت» الصادر في سنة 1921 أي بعد خمس سنوات من وفاتها في فريج عليوه بالمرقاب وذلك في معرض حديثه عن معركة الصريف.

ولقد أجاد المؤرخ عبدالعزيز الرشيد وصف أحوال الكويت والكويتيين بعيد هزيمة الصريف وصفًا دقيقًا وكأنه يرسم لوحة زيتية تغلب عليها الألوان القاتمة فقال: «كان الكويتيون في مدينتهم ينتظرون حقيقة تلك الحادثة بفارغ الصبر .. ينتظرونها وهم على أحر من الجمر وقد ساورتهم الهواجس والمخاوف وبينما هم كذلك واذا بـ(اقرينس) أحد خدام مبارك قد ولج المدينة متنكرًا يتعثر بأذيال الذلة والانخذال فأطار النبأ المفجع بينهم ورمى جموعهم بتلك القنابل المزعجة فترك الكويت إذ ذاك كالسفينة التي تتقاذفها الأمواج تركها وقد ارتفع عويلها الى عنان السماء وغادر دموعها الحمر تجري كالسحاب المنهمر تركها تندب قتلاها ندب الثكالى وقد عم الغم البيوت وشمل الأسى الأفراد والجموع فلا بيت إلا وفيه عويل ولا قلب إلا وقد اضطرمت فيه النيران فهذا يبكي على ألفه الصدوق وتلك تنوح على ابنها البار وذلك يتفجع على قريبه الحميم والكل في المصاب مشتركون»

فبعد أن تحدث في الصفحتين 164 و165 من الطبعة المنقحة من كتابه الصادرة عن دار مكتبة الحياة اللبنانية في عام 1978 حول اللوعة والمرارة والأحزان التي تسببت فيها المعركة للكويتيين بعيد وصول خادم الشيخ مبارك الصباح المدعو «إقرينيس الرشيدي» حاملاً نبأ الهزيمة واستشهاد أكثر من 150 شهيدا حسب معلومات المعتمد البريطاني ومنهم محمد العويش ابن شاعرتنا موضي العبيدي

وفي كتابه «معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية» يذكر الباحث فيصل السمحان أن عدد الذين ذهبوا إلى المعركة 1200 بينما عاد منهم 150 رجلًا فقط وكان نصيب موضي خبر إصابة ابنها في المعركة ووفاته

وضع المؤرخ عبدالعزيز الرشيد في الصفحة 430 من الطبعة المذكورة من كتابه نص ما جادت به قريحة موضي العبيدي الشعرية بعد سماع خبر استشهاد ابنها في تلك الواقعة بين جيشي عبدالعزيز بن متعب الرشيد والشيخ مبارك الصباح
في هذا النص نقرأ:

قلت آه من علمٍ لفا به قرينيس
يا ليت من هو ميتٍ ما درابه

علمٍ لفا به مرّس القلب تمريس
والنار شبت بالضمير التهابه

والنوم له عن جفن عيني حراريس
والحنظل المذيوق زاد بشرابه

على الذي أقفى على ضامر العيس
واليوم ما أدري أي خب لفا به

نصيت بيته قلت له يا قرينس
وين الحبيب وقال ما علمنا به

أقفى مع البيرق بحرب السناعيس
وإن سلمه رب المخاليق جابه

علم الخطا يا ناس ما به نواميس
من يوم قيل الشيخ وخذت اركابه

رديت من كثر البكا والهواجيس
دمعي كما وبل نشا من سحابه

يالله يا فكاك حبل المحابيس
إنك تفك محمد من صوابه

ابجاه الحبيب وجاه يعقوب وإدريس
عسى دعاتي عند ربي مجابه

وأعداد ما هبت هبوب النسانيس
على النبي صليت هو والصحابه

ويمكن اختصار شرح الأبيات السابقة في ما يلي: «قلت آه من خبر رجع به قرنيس، فياليته لم يخبرنا بالذي مات، لكنه رجع بخبر طحن به القلب وأشعل فيه النار، فصرت لا أنام ولكأنما على عيني حرس يمنعها من النوم» ثم تمضي الشاعرة فتشبه خبر موت وليدها بالحنظل الذي تشبه مرارته مرارة الفراق والبعد عن الذي مات على ظهر الإبل (تقصد ولدها)، ثم تقول إنها ذهبت إلى بيت قرينيس مستفسرة عن ابنها الحبيب، فرد عليها بأنه لا يدري عنه شيئًا وأنه اختفى مع راية المعركة والرماح والإبل وقتلوه أهل الظلم، مضيفة أنها عادت من بيت قرينيس ودمعها منهمر كالسحاب من شدة البكاء والحزن. وتختتم بالدعاء إلى الله بأن يخلص ابنها من ذنوبه ويغفر له بجاه الانبياء محمد ويعقوب وادريس، وأن يستجيب المولى لطلبها، وأن يصلي سبحانه على النبي وصحابته بعدد هبوب الرياح والنسيم العليل.

ومما ذكره الشاعر والروائي الكويتي المرحوم عبدالله عبدالعزيز الدويش المطيري في كتابه «من أعلام شعر النبط» أن الحاكم الشيخ مبارك الصباح الشهير بمبارك الكبير حينما بلغه أمر إنشاد موضي لقصيدتها الحزينة على مسامع الناس أرسل لها مندوبًا من عنده ليبلغها أنه متعاطف معها في مصابها الجلل لكنه يريد منها أن تكف عن إنشاد قصائدها الحزينة لأنها تثير عواطف الناس وتبعث فيهم الحزن والمرارة وأنه أي الحاكم مستعد لصرف منحة مالية شهرية لها إن قبلت.

وإذا ما سلمنا بالرأي القائل إن الشاعرة فقدت ابنها الأكبر عبدالعزيز أولاً وهذا رأي أورده المؤرخ سيف مرزوق الشاملان في الصفحة 442 من الجزء الاول من كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي» (دار ذات السلاسل الطبعة الثانية /‏ 1986) حينما قال (بتصرف): «موضي العبيدي شاعرة شعبية معروفة مجيدة، وكانت حياتها بائسة فقدت ابنها الأول (عبدالعزيز) في الغوص على اللؤلؤ حيث غرق في قاع البحر عندما كان يغوص وذلك حوالي عام 1895م وابنها الثاني (محمد) قتل في معركة الصريف الشهيرة سنة 1901م وكان في عنفوان شبابه» فإن فجيعة الصريف وتداعياتها المحزنة لم تكن هي التي حركت قريحة موضي الشعرية بمعنى أن شاعرتنا كتبت الشعر قبل ذلك بوقت طويل بدليل أنها رثت ابنها عبدالعزيز بعد أن وقفت عند سيف البحر مع أهالي الكويت ترقبا لعودة النواخذة والبحارة فلما ملت الانتظار ولم يحضر ابنها الذي كانت تطلق عليه «بو سعد» أنشدت:

يا بو سعد عزي لمن ضاعت أرياه
قلبه حزين ودمع عينه يهلّي

يسهر طوال الليل والنوم جافاه
في مرقده كنّه بنارٍ يصلّي

على وليف عذب الحال فرقاه
الطيب اللي للقرايب يهلّي

مدري درادير أزرق الموج ودّاه
ولّا كلاه الحوت يا كُبر غلّي

يا ليتني تقاسمت الغرابيل وياه
نصيفةٍ حقه وأبي نصفهن لي

أو ليتي حضرته يوم قربت مناياه
ما كان يا مشكاي بالقوع خلي

ويوسف خطف بشراع وأقفى وخلاه
وأنا اموصيته على جبرتن لي

يا ليتني دميت بالهير وياه
موج البحر فوقي وفوقه يزلي

الله يسود وجه يوسف وجزواه
ما ذكر دمعي وسط حوشه يهلّي

جتني هدومه عقب عينه امْطواه
لا وفق الله محملٍ جابهن لي

ليته ورا سيلان والهند مرباه
وأرجي يجيبه لي شراعٍ معلّي

البندق اللي عندنا له مخباه
نقالها من عقب عينه يولي

والمهرة اللي عندنا له مرباه
ركابها عقبه لعله يولي

وصلاة ربي عد ما حل طرياه
وأعداد ما سار القلم بالسجلي

عن هذه القصيدة وأسبابها ومعانيها كتب صلاح الزامل (الذي خالف الشملان فيما خص ترتيب أبناء شاعرتنا) في صحيفة الرياض السعودية (7/‏2/‏2013) مقالاً ورد فيه أن السنين توالت على شاعرتنا الصابرة وأنها ما كادت تنسى أو تتناسى حكاية فقد ابنها البكر محمد، حتى حلت عليها مصيبة أخرى، «فلقد عقدت أملها بالله عز وجل ثم بابنها عبدالعزيز وحيدها في هذه الدنيا الزائلة، وعزمت أن تزوجه واختارت له فتاة جميلة من بيوت الأسر الكريمة بالكويت، ولكن عبدالعزيز الشاب الذي لا يقل عن أخيه بأسًا وشجاعة أجَّل الزواج حتى يدخل البحر غواصًا عن اللؤلؤ مع أحد النواخذة (يوسف الفهد) لعله يربح في هذه السفرة مالاً يسد به حاجته ونفقات زواجه. فركب عبدالعزيز البحر وكانت رحلة الغوض تمتد عدة أشهر وانتظرت الأم المسكينة ابنها، وكانت تحسب الأيام أملاً بعودته سالمًا غانمًا ويتم الفرح به بدخوله عالم الزواج»، غير أن السفينة (المحمل) عادت إلى ميناء الكويت ونزل كل من كان على ظهرها وسط فرحة أقاربهم وزوجاتهم وأبنائهم إلا عبدالعزيز فلم تراه موضي مع البحارة وراحت تسأل أين عبدالعزيز؟ فأجابها شخص من البحارة يدعى أبو سعيد أن ابنها قد اجتذبه البحر بقوة هائلة وهو يستخرج المحار من قاعه، فأجهشت بالبكاء. ولاحقًا ومع تضاعف حزنها وألمها راحت ترثي بالشعر ابنها الذي ابتلعه البحر وصار لا أثر ولا عين، وإنما ذكرى لحياة قصيرة انقضت، وتمنت موضي في قصيدتها لو أنها كانت حاضرة معه لتحاول بكل ما تستطيع انقاذه والنجاة به، ولامت النوخذة يوسف الفهد وهجته هجاء قويًا لأنها تخيلته لم يبذل جهدا لإنقاذ وليدها، وتذكرت شاعرتنا ابنها عندما أتى البحارة بملابسه فتمنت أن يرجع إليها مرة أخرى، متخيلة إياه مرة كأسير يهون أمر عودته عبر السعي لفك أسره، ومتخيلة إياه تارة أخرى كمسافر آثر المكوث في الهند أو سيلان وبالتالي يوجد أمل في رجوعه ولو بعد حين.

تنحدر عائلة العبيدي من مدينة الزلفي بوسط المملكة العربية السعودية وقد ورد ذكرها في كتاب «الكويت والزلفي: هجرات وعلاقات وأسر» الذي صدرت طبعته الأولى في عام 2009 عن الدار العربية للعلوم ناشرون ببيروت.
في هذا الكتاب أورد مؤلفه حمد عبدالمحسن الحمد عائلة العبيدي ضمن مئات العائلات التي عبرت الصحاري من الزلفي إلى الكويت على دفعات منذ القرن السابع عشر هربًا من الحروب والأمراض والمجاعة والجفاف أو طلبًا للرزق من خلال العمل في التجارة والغوص على اللؤلؤ والسفر على المراكب التجارية المبحرة صوب الهند وموانيء شرق أفريقيا.
كما تحدث المؤلف في الصفحات 97، 98، 148، 151، 166 عن عدد من رموز أسرة العبيدي بما فيهم الشاعرة موضي العبيدي التي خصص لحكايتها الصفحة 162 لكن دون أن يخبرنا أن جدها الأكبر عبدالرحمن ورد الكويت في عام 1800 وأنه كان يسمى بالعصيمي في الزلفي وبالعبيدي في الكويت.

من الأمور الغريبة حول موضي العبيدي وجود العديد من الأسماء ضمن عائلتها الكبيرة ممن كتبوا الشعر، ولكأنما الشعر موهبة توارثها أبناء العائلة. وقد تطرق الباحث الكويتي الأستاذ منصور الهاجري إلى هذا الموضوع بالتفصيل في دراسة نشرتها له صحيفة الأنباء (10/‏8/‏2007)، حيث أخبرنا أولاً أن والد خنساء الكويت هو الشاعر عبدالعزيز العبيدي الذي عرف عند أهل الكويت بالتردد على الهند وكتابة السامريات ومنها سامرية كتبها عندما رأى بنات الهند بملابسهن الجميلة وهن يتمخطرن في الشوارع والأسواق وقال فيها:

يالريم وياريم وياريم
والكساوي حرير والثوب الأزرق سماوي
يابنات الهنود يا لاويات العمايم
ارحموا ذا الغريب اللي على الدرب هايم
طحت في حبكم ردوا علي جوابي
الدوا عندكم لا تحرموني شبابي
افرشوا لي حرير بين القمر والثريا

كما أخبرنا أن خنساء الكويت هي خالة المرحوم راشد بورسلي والأخير هو والد الشاعر فهد راشد ناصر بورسلي المولود في عام 1918 والمعروف في الكويت بقصائده في الرثاء والوطنية والغزل والعتاب وبشعره الناقد والساخر لما كان يدور في المجتمع من أوضاع وأزمات في الاربعينات والخمسينات مثل أزمات الكهرباء والماء والتموين والسكن علمًا بأن خال الشاعر فهد بورسلي هو شاعر أيضا يدعى «ملا علي موسى»، وابنة شقيقه خالد بورسلي هي شاعرة تدعى «خزنة خالد بورسلي».

والخنساء الكويتية من جهة أخرى هي جدة الشاعر محمد حسن الزنكي حيث أن حسن الزنكي تزوج من ابنة شاعرتنا (منيرة) فأنجبا ولدًا سمياه محمد علمًا بأن محمد حسن الزنكي ولد في الكويت في عام 1928 وتنقل بين أعمال كثيرة فقد عمل مع التاجر إبراهيم النجدي في تجارة الملابس المستعملة وعمل سيبًا مع النوخذة بن عيد والتحق بالعمل في البناء مع المعلم إبراهيم عاشور ثم اشتغل مستوردًا للبضائع الخفيفة من الهند مثل الأوزرة وأدوات الخياطة والشاي وبعد ذلك عمل موظفًا في مكاتب شركة نفط الكويت بمنطقة الوطية.
وقد اقتدى الزنكي بجدته لأمه فكتب الشعرين الفصيح والنبطي مبكرًا. ويمكن القول إن من أهم قصائده وأكثرها شهرة تلك التي كتبها في عام 1965 رثاء للمرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح والتي من أبياتها:

يا نائمًا تحت الثرى
انهض فقد طال الكرى
النوم يأخذ وقته
لكن نومك حيرا

ويقال إن الزنكي كتب القصيدة على ورقة وأدخلها في زجاجة ووضعها فوق قبر الشيخ عبدالله السالم.
وقد تناول المؤرخ والباحث فرحان عبدالله الفرحان أصول عائلة الزنكي التي تصاهرت مع أسرة العبيدي في مقال له بجريدة القبس (28/‏3/‏2008) فقال إنها أسرة عربية كريمة (تنحدر من قبيلة بني خالد) كان جدها الأكبر يدعى في المكاتبات بـ «عبدالله الحجي» بينما يسمى شفهيًا بـ «عبدالله زنكي» وأن الأسرة كانت تملك في أوائل القرن التاسع عشر الكثير من الدكاكين والبيوت ومزارع النخيل في الكويت وفي منطقة الفاو والبصرة إضافة إلى خمسة وثلاثين مملوكًا لأغراض العمل والخدمة وتأدية واجبات الضيافة.

وأخيرًا، فإن دولة الكويت التي لا تنسى المبدعين من أبنائها وبناتها، كرمت شاعرتنا في عام 1968 بإطلاق اسمها على مدرسة ابتدائية /‏ متوسطة في منطقة مبارك الكبير التعليمية ثم كرمتها في العام التالي بمنحها ميدالية فضية وذلك تخليدًا لمكانتها الاجتماعية والأدبية وتميزها كامرأة عربية مسلمة ضربت أروع الأمثلة في الجلد والصبر على النوائب، وتقديم أعز ما تملك فداء للوطن.

ولا تفوتنا هنا الإشارة إلى أن الفنانة الكويتية الكبيرة حياة الفهد جسدت دور الشاعرة موضي العبيدي في المسلسل التلفزيوني الكويتي «أسد الجزيرة» الذي تناول حقبة الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت والذي حكم في الفترة ما بين 1896 و1915 غير أن المسلسل الذي كان من المفترض أن يعرض في موسم 2006 الرمضاني ومُنع من العرض لحساسية الخط الدرامي له وبسبب اعتراض جهات عدة عليه على الرغم من حصول أصحابه على موافقة مسبقة من الديوان الأميري.

الكاتب
عبدالله المدني



error: Content is protected !!