شاعر الكويت الكبير الشاعر مرشد بن سعد بن صالح بن منصور بن مطلق البذال الرشيدي ولد عام 1910م وتوفي عام 1988م يعتبر من فحول شعراء النبط المعدودين فى الكويت والخليج وله بصمة في تاريخ الشعر الشعبي في الخليج العربي في زمانه وصاحب قصائد ورديات وشاعر قلطة من الطراز الأول ومن الشعراء المخضرمين الذين عاصروا جيلين وهو من المعاصرين للشعراء الكبار امثال الشاعر سليمان بن شريم والشاعر صقر النصافي والشاعر عبدالله بن غضاب والشاعر عبدالوهاب النجدي والشاعر محمد بن عبدون النجدي المشهور بوهيب” فكان يحاكيهم تارة ويحاورهم اخرى الى ان برزت شاعريته وصقلت موهبته فأخذ يقول الشعر منفعلا في ما يجول في خاطره متأثرا بما يراه ويشاهده في مجتمعه. فنراه يصف رحلات القبائل، وحياة القبيلة ، وصفا صادقا خلابا، يجعلنا نعيش مع القبيلة في حلها وترحالها، والحياة الاجتماعية الي تسودها، وتعاون رجال القبيلة معا في سبيل خيرها وسعادتها . وكيف ان الرجل الشهم الشجاع يجلب لي قبيلته المجد والعز والسؤدد، وان الرجل الجبان الرعديد قد يجلب على قبيلته الخزى والعار. ثم يلتفت الى مجتمعه الواسع الذي يشمل القبيلة والمجتمع الحضري، فنراه يحض الناس على التمسك بالفضيلة والخلق القويم كالتمساح والبعد عن البغضاء والشحناء، ويدعو التعاون والتواداد، وان يكون الناس سواية، واخوة متضامنين متصافين، وان العمل الطيب خالد لا يزول وان العمل السئ يظل يذكر به صاحبه. ولذا نرى ديوانه خاليا من الهجاء ومن التحامل على الناس والكيد لهم، ولاعجب فنفس الشاعر نفس صافية رضية هادئة لاتكن الا الحب للجميع والا العمل على ازالة اي خصام يقع بين الاخوة، فهو دائما يشبه مايقع بين الاخوة بأنه سحابة لاتلبث ان تهطل بالخير العميم على الجميع وايراد الحكم والمواعظ يلقيها على مسامع الناس ليفقهوا مافيها من حكمة واعية ، ويستوعبوا مواعظه وارشاداته وما يدعو اليه من دعوة الى الرشاد، وحض على التمسك بجيل الشيم وعظيم الخصال. رحمه الله فقد ترك ارثا ثقافيا شعبياً زاخرا تتوارثه الاجيال.
من قصائد الشاعر مرشد البذال الرشيدي قصيدة تسمى المعجزة اي انها من إعجاز الشعراء وقصة القصيدة غير ثابته وغير مؤكدة ولكن الحقيقي فيها ان القصيدة كانت موجهه من الشاعر مرشد البذال للأمير الشاعر محمد الاحمد السديرى رحمهما الله
ومما يقال ويتردد عن قصتها ولا نعلم ان كانت صحيحة أو لا قبل 50 عاما ان الشاعر محمد الاحمد السديرى طلب من الشاعر مرشد البذال الرشيدي قصيدة صعبة القافية والمعاني ويصعب على كثير من الشعراء الرد عليها فنظم البذال هذه القصيدة فكانت هذه المعجزة فقال السديري للشعراء من يرد عليها بقصيدة بقافيتها له سيارة مرسيدس بنز
يقول الشاعر مرشد البذال الرشيدي هذه احدى تحفه الشعرية الرائعة نستذكر بها اصالة الشعر الحقيقي بكل ما يحويه من ابداع
داج الظلام انزاح والنور له ضوح نور الصباح مضيح والليل زايح
مالي هوى بمزاح والقلب ملدوح فكري من التلميح غادٍ شلايح
ليا عدّي المياح في جانب الصوح كان الروّي تشنيح للدلو مايح
كسب الفخر بكفاح وان طرد الفوح خيالة التصفيح راحوا قمايح
من جاكر الارياح والغزل منطوح غلبت هبوب الريح في ضرب لايح
ترى القشر فضاح راعيه مفضوح جعله معه تسريح لاقصى التنايح
دايم وهو نباح والجيب مسروح ثوبه من التطبيح غادٍ سرايح
لا تستوي قداح لو كان بمزوح ما فيه هبت ريح مزح الفضايح
من للملا جراح لا بد مجروح جلده من التجريح غادٍ صفايح
واحذر من اللحاح تراه مشفوح لو كثر التسبيح ما من فلايح
ناسٍ بثوب صحاح والفعل مكبوح تنهى عن التوكيح وهي الوكايح
بعض معاني كلمات القصيدة
– تفويح : من كلمة فاح وهو من الفوح والفوح الماء المفيوح أي المغلي تحت النار لدرجة الغليان مثل قولنا فاحت القهوة أو فاح القدر و هذا تشبيه صدر الإنسان عند الاضطرب و القلق بالقدر أو الدلة التي تغلي – قدايح: والقدح الحجر الذي تشعل به النار أي يقدح بداخله من النار واللهب – الجيب مسروح: بمعنى الجيب الممزق الخالي” – سرايح: أي قطع ممزقه” – الكوح: كلمة تطلق لمن ينثر التراب على رأسه أوكالذى يمشي ويثير التراب ورائه دون شعور ويقال فلان يكوح الحكي كوح” – مكبوح: أي الفعل القبيح وأصلها المقبوح” – التوكيح والوكايح: وهى بنفس المعنى وتعني القول البذىء الوقح” – القداح: الرجل الكثير القدح بالاَخرين والمنتقد بمناسبة وغير مناسبة” – الصفايح: لها عدة معاني وغالباَ ماتطلق على الأشياء المقطعة كالاخشاب العريضة وتُسمى الصفيحة أو الحجارة المربعة وكذلك صفايح الحديد” – اللحَاح: الشخص اللحوح أي المزعج الذى لاينسى حاجته” – المشفوح: الشخص الفارغ العين المتهافت على كل شىء” – السيح: هو الغزال ويقال فلان عين السيح” – الملواح: هومصطلح يخص الصقارين تحديداَ وهوعبارة عن حمامة أو طائر يوضع بشبك ويلوح به فى الهواء لتدريب الصقر عليه” – طاروح -هو الشخص المتخصص بصيد الصقور والطيور الجارحة ويسمى الطاروح” – التوايح – الشىء المنقطع والغير منتظم” – سرايح – الشىء الممزق” – الكيح – الشخص الذى يظهر بغير مظهره الحقيقي ويطلق عليه عادةَ بالشخص الكحيان” – متدايح– تطلق على الذى يدخل على المجلس أو المكان وهو متدودح أي دون ذرابة أو لباقة” – ساموح– تعني كل شىء تنتفي أسبابه وتنتهي موانعه” – بكفاح– أي بجهد وتعب ومشقة” – شلايح– الأشياء المبعثرة” – وِردْ – أي الوصول الى المكان المراد وصوله ويقال فلان ورد الماء وهكذا” – تلقيح– كلمة تطلق خصوصاَ على تلقيح النخل” – مصفاح– تطلق على الشخص المعذور وغير الملوم” – النوح– وهوالنحيب المصحوب بكثر البكاء والشكوى والالم” – الغزل” وهو ماتغزله النساء بأيديهن مايعرف بالنسيج” – لايح– هو كل مايلوح للرائي من أشياء قد يراها من بعيد” – بجايح– وهوالتفاخر واستعراض المهارات سواءِ بحق أو بغيره وهو مايسمى اليوم بمصطلح المهايط” – المياح: وهي من الصفات التى تطلق على المرأة الجميلة” – الصوح: وهي الأرض المخضرة أي الروض المزهر” – قمايح: أي قمحوا بمعنى أنهم ذهبوا قتلى أو جرحى وأسرى” – التشبيح: وهي النظرة أوالرؤية السريعة التى تنم عن إعجاب أوإستغراب” – مشواح: وقت وزمن جميل وأيام لاتنسى مضت وانتهت” – شوح: بمعنى رمي الشىء بعيداَ وبقوة وعنف” – ملدوح: أي الشىء الصويب أو المجروح”
القصيدة آنذاك وجدت صدى كبير وجارها العديد من الشعراء نورد بعضا منها
* المؤرخ والشاعر عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي كتب قصيدة مجاراة لقصيدة الشاعر مرشد البذال الرشيدي رحمه وهي على طاروقها: