العقيد النبيقي الزوين هو أحد فرسان البادية وهو من قبيلة العْمارات من جماعة ابن هذال يسمونه اخو وضحا وأكسبته الصحراء مثل أقرانه خبرة في الفروسية والكر والفر ونظراً لمهارته وشجاعته النادرة أصبح قائداً لفرسان قبيلته وكان يتزعمهم في مقارعة خصومه من القبائل المعادية
ولهذا الفارس المغوار صورة من صور الصحراء التي تعبر عن شيم وخلق أهل البادية
في إحدى الغزوات كان النبيقي يقود فرسان قبيلته وكان من بينهم الفارس مبيريك العبر – ويجمعه صلة نسب مع النبيقي – وأثناء إغارتهم على إحدى البوادي استولى الفارس مبيريك على إبل مغاتير (بيض اللون) وكانت متميزة بين الإبل بلونها وعراقتها
وبعد أن اجتمع مع العقيد النبيقي ومن معه من الصقور تعلقت نفس النبيقي بالأبل الوضح التي كسبها مبيريك
فطلبها نسيبه النبيقي ليأخذها نظير قيادته للفرسان على أن يعطي مبيريك بدلاً منها فوافق مبيريك على ذلك كرامة للنبيقي نسيبه وليس خوفاً منه
وعند عودة الفرسان إلى ديارهم علمت زوجة مبيريك أن الأبل الوضح هي كسب زوجها وقد أعطاها النبيقي فغضبت عليه
يوم انه الفى عليها قال لزوجته ارمي عن الذلول يا ام فلان
قالت: ارمي عنها جرب يلاطف رفوغها ليه يأخذ إبلك النبيقي ياشوارب فضاله
(رْفوغَه يعني جنوبها، وفضاله رجّال مسكين يدوج مع العرب هكالحين ولا فيه خير)
وكانت تعني بقولها (فضالة) تشبيه زوجها بشخص ليس ذا شأن في القبيلة
فكضم الغيض وضحك هو ما زعل وسيعٍ حِلْمه
وأنشد هذه الأبيات مبيناً سبب سماحة لصهره بأخذ الإبل المغاتير:
شواربي ما هن عليّه معيبه واليوم يادافى الحشا شفتهن عيب
أنا الشجاع اللي لربعي رقيبه وانا الدليله بالفياض العباعيب
أنا اللي اخلط سرحها مع عزيبه لْيا هاب عِشّيق البْنيّ الرعابيب
ولاني النسيب اللي يناقر نسيبه الى تَرَدّى بي فانا ازود بالطيب
شدي كتبك وضلتك وأركبي به وروحي لبوك بكل حشمه وتوجيب
القا بدالك من عربنا خطيـبه وأنتي يجيك من الرجاجيل خطيّب
وبعد أن أنهى قصيدته طلق زوجته وقال لها: (اركبي هذا الجمل وأذهبي إلى أهلك فليست زوجتي من تقول هذا الكلام وتشبهني بشوارب فضاله)
وقد أمر أخوه أن يوصلها إلى أهلها وقال لها خوذي ما يلزم من العفش والأبل وأذهبي إلى أهلك
فأخذت ما يلزمها وذهب معها أخيه وكان بيت النبيقي في طريقهم فقالت لأخو زوجها مر على النبيقي وأخبره بالقصة لعله يتوسط في الموضوع لكي يقبل رجوعها
فمر على النبيقي وأخبره بالقصة وما كان من النبيقي الا أن نادى على أخته وكانت بكراً لم تتزوج وقال لها أذهبي لبيت مبيريك العبر وأبلغيه يحضر فوراً وأبقي في البيت حتى يأتيك مني خبر
فذهبت وأبلغت مبيريك بما قال
فحضر مبيريك وعقد له النبيقي وتزوجها في ليلته وهكذا شيم الرجال
قال أحد الشعراء بالنبيقي الزوين من قصيدة :
علم النبيقي واصل كل ديره حرٍ يصيـد لقاصرات المخاليب
خطو الولد ينام على سريره حرٍ يناوح عاليات المراقيب
المصدر
عدد من كتب التراث الشعبي رغم بعض الاختلافات البسيطه فيما بينهم