“سلمولي على اللي سم حالي فـراقه” سامريه قديمة جداً من كلمات الشاعر الكويتي الراحل فهد راشد ناصر بورسلي الخالدي ولد بالكويت سنة 1918م وتوفي بالكويت 25 ابريل 1951 حسبما تؤكد ابنته وسمية .. لتصحيح ماشاع عن وفاته أنها كانت في عام 1960م
هذه السامرية مثال صادق على تعلقنا بالماضي الذي نعتقد أنه كان اكثر حميمة و أكثر قربا إلى قلوبنا… رغم أننا لم نعشه… و لا شك أن تراثنا الفني الزاخر يحمل الكثير من دلالات الفنية والتاريخية والإجتماعية التي تستحق مثل هذه الوقفات الجميلة الوفية.
سلموا لي على اللي سم حالي فراقه أغنية سامرية نتفق على جمالها وعلى قربها من أسماعنا التي تطرب لها ولا تمل سماعها ممن غناها … ولا زالت تلقى رواجا واسعا لأسباب منها سلاسة وعذوبة كلمات الإغنية وتحمل زخما عاطفيا بالغا و في موضوع السامرية الذي يتحدث عن الفراق و الشوق ولوعاته و هو موضوع لا يزال يكرر نفسه و يفتح الجروح على آلاف العشاق ودائما مايكون الفراق هو أساس منطوق شريحة الشعراء وقرائحهم وتعتمد تلك الحالة على الإحساس الناتج من مخزون الكلمة ورأيها في التصوير هي حالات تدور وتبقى في قالبها رغم اختلاف الرأي في التصوير
ورغم التغييرات اللغوية واللحنية بين المطربين في كلمات القصيدة إلا أنها لا تختلف في الإحساس بل هناك تقارب كبير في التصوير الموسيقى للكلمة ومدى استيعابها
ومن الكلمات التي أدخلت على هذه القصيدة مثلا في شطر “ليتني دب دهري حيسة في يمينه” بينما هناك من يقول بأنها “ليتني طول عمري خاتم في يمينه” الظاهر أن الكلمات اختلفت كثيراً من حيث النطق والجو العام لبيئتها لكنها لم تختلف ولم تخرج عن الجرس الموسيقى للأغنية..وهناك فنانين غيروا كلمة خاتم الى ( دبلة ) و غيرهم الى ( بيزة ) وذكر بعض المتابعين للغناء الشعبي ان كلمة بيزة اقرب من خاتم او دبلة وذلك لان الخاتم يبقى فترة طويلة كذلك الدبلة..والمذكور في سياق الشعر ان الحبيب تخلى عن محبه او فرقتهم الايام.. لذلك صور الحالة مثل البيزة لانها تبقى قترة بسيطة ثم تذهب من يده لانه في نهاية القصيده ذكر انها تبلغ من العمر 14 سنة..
وغالبا التغيرات مأخوذة من نفس المبدأ هي تندرج في التبسيط للمتلقي خاصة وإنها كلمات وأغنية نتاج أرض خصبة متوارثة بيئياً لا تنسى، هنا في “اشتهى عشرتي” و”أنا عشيقة” تبدلت اشترى عشرتي “و “أنا شريته”، كما هو الحال في ” واليوم” تبدلت لغوياً إلى “لي بس”.
كذلك من الأبيات التي تم تبديلها من الفنانين مثلاً “والردايف تشيل الثوب عن حجل ساقه” طورت ب ” تشيل الثوب من فوق ساقه”
والأسباب التي تجعل بعض المطربين يتخلون عن بعض الكلمات إما أن تكون متناسبة اجتماعيا أو تقديمها بإحساس اعلى مما كانت هي علية مثال ” الله اقوى على” تغيرت عند بعض المطربين إلى “الله اكبر”، النغم يتواصل بنفس المذهب لكن الاختلاف يكون في الأداء وهذه الصفة ربما تتكون عند المطربين القادرين على صياغة الجملة وتقديمها بالشكل المتناسب المندفع بالإحساس والقدرة.
أول من غنى سلمولي على اللي سم حالي فراقه
أول من غنى قصيدة سلمولي على اللي سم حالي فراقه هو فنان الكويت الراحل عبداللطيف الكويتي وهو بالمناسبة سعودي الاصل من مدينة حرمة في نجد واسمه الحقيقي عبد اللطيف العبيد وغناها بمقام بيات وبعدها غناها الفنان الكويتي غريد الشاطي بمقام الرست من الحان الفنان الكويتي ابراهيم الصولة الذي قال عن تلحينها في حوار قبل وفاته انها كانت أول أغنية يقوم بتلحينها حيث استخرج من «ديوان فهد بورسلي» قصيدة «سلمولي على اللي سم حالي فراقه» وعملها سامرية وقدّمها إلى «مركز الفنون الشعبية» وفي البداية سمعه مدير المركز الأستاذ الفنان حمد الرجيب ومن ثم أسمع اللحن إلى الفنان غريد الشاطئ وسُجلت الأغنية في نوفمبر 1960م وغناها من بعدهما العديد من الفنانين مثل الفنان الشعبي المشهور بشير حمد شنان والفنان الشعبي المشهور عيسى الاحسائي كما غناها الفنانين سعود الراشد وعبدالوهاب الراشد ومحمد عبده وطلال مداح واحمد الجميرى وخالد عبدالرحمن وعبدالله الفضاله وفرقة التلفزيون الكويتية ايضا كما تغنى بها اغلب الفنانين في الخليج في السنوات الاخيرة
كلمات سامرية سلمولي على اللي سم حالي فراقه
سلّموا لي على اللي سمّ حالي فراقه حسبي الله على اللي حال بيني وبينه
قايد الريم تاخذني عليه الشفاقه ليتني دب دهري حيسةٍ في يمينه
