الأمير محمد بن أحمد السديري والشاعر زبن بن عمير البراق الثبيتي العتيبي رحمهما الله كان بينهما صداقة ناصعة البياض باسقة بالحب والعطاء والوفاء وبالغة العمق والدلالة في الربع الاخير من القرن الثالث عشر الهجري تقريباً لذلك نجد أن الكثير من قصائدهم كل يناجي بها الآخر
وكانت قصائدهم تحمل الكثير من أصالة التعبير الصادق عن جمال الكلمة والمفردة العذبة والمشاعر الحساسة والعواطف الجياشة والبوح والحنين والشجن الذي يعكس لنا صدق تلك المعاناة الحقيقية وليس مثل بعض قصائد هذا الزمن
ونورد اليوم قصيدتين بينهما
في يوم من الأيام بعث الشاعر زبن بن عمير البرّاق العتيبي قصيدة غزلية لصديقه الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري يشكو بها تباريح الغرام ويبوح فيها عن مشاعر الحنين والشوق الذي يتوقد في داخله وواصفاً ما يختلج في داخله من الحنين والبوح
فقال زبن بن عمير
لو إن بعض الناس قد شاف ماشفت عاف الهوى كله وخلاّه مجنب
زولٍ عرض لي في طريقي ووقّفت محتار والمخلوق مني تعجّب
قال انت وش علمك وقلت اله أنا خفت يوم اني أقصر هرجتي واتهـيـّب