خضير بن منّاع بن عياده الصعيليك المعضادي الاسلمي الشمري شاعر كبير من مشاهير شعراء قبيلة “شمر” اشتهر بكثرة وفادته للأمراء والمشاهير مادحا وقد كان يخلد ممدوحيه بقصائده التي يرددها الناس وقد عاش ومات على هذه الحال مجهول التاريخ فقد خلد ممدوحيه ونسى نفسه وقد ذكر الرواة ما قاله بالغير ولم يذكروا عن سيرة حياته شيئا عن قصة حياته وعائلته واولاده وكل ما يتناقل عنه فقط قصائده التي اشهرت اسمه
ولكن المستشرق آلاویس موزیل في حديثه عن تفرعات قبيلة الاسلم ومشائخها وفقا للمعلومات التي أملاها عليه نازل ابن دوخي ابن ٹنیان أن الشاعر خضير الصعيليك هو شيخ عشيرة مناصير شمر الاسلم وذلك فى صفحة رقم ۲۲ من کتابه شمال نجد Norther Nagd الذي صدر عام 1927م
الصعيليك شاعر غني عن التعريف ودائما عندما يقوم أحد بذكر شعراء شمر بلاشك سيكون خضير الصعيليك بالمقدمه حيث يتميز شعره بقوة المعنى و قوة المدح و دقة الالفاظ و يعتبر في وقته شاعر قبيلة شمر فقصائده الحربية التي سنذكرها من الدوافع الرئيسية لاثارة الفزعة لدى القبيلة
توفي رحمه الله في المدينة المنورة .
قصص وقصائد الشاعر خضير الصعيليك
يُقال أنّ شاعِر شمّر خضير الصعيليك بدأ بالشِعر وهو في الخامِسة عشَر مِن عُمره ففي أحد الأيام ذهَب هو وأبوه إلى سوق بريدة الذي عادةً ما يذهب إليه أهلُ الباديَة للبيع والشراء والجلب أو العلاج .
وفي السوق رأى خضير فتاةً جميلةً من احد قبائل البادية المرتادين للسوق .. فقالَ فيها :
خذيت من كاس الشكر قدر ما قيل ثلاثة والتتن نفتش مصره
كويت ما يبري كبود المغاليل يكوي عروق القلب لو به مضره
غديت مثل مدوه الرجم بالليل ذلول ضيفه ضيّعتها المغره
عزيل من مثلي جداه التماثيل والحكي ما يطفي لهيبه وحره
أحدٍ عشاه البر ومفطح الحيل وأحدٍ عصيد يلعط الكبد حره
وأحدٍ يلاعب لابسات الخلاخيل وأحدٍ عجوزٍ ذاق منها مضره
يالله تعدلها عن الضلع والميل والا تمّيلها على الناس مرّه
خضير الصعيليك يمدح الجربا
من أشهر قصائد المديح والثناء قصيدة له صنفها نقاد الشعر النبطي بأنها من أقوى ماقيل بالمدح المتقن عند شعراء النبط نظرا لقوة المعاني التي تحملها والتي قيلت في الشيخ عبدالكريم الجربا الذي اشتهر بالشجاعة وكذلك بالكرم حتى سمي أبو خوذه وهذه القصيدة للشاعر قالها أمام الشيخ الذي كان لابساً وقتها حزاماً مذهباً وفيه خنجر حيث قال الأديب الشيخ ابن خميس: يقال إنه لما أمعن في إيراد هذه الألفاظ الجزلة بهذا الأسلوب الشعري القوي وكان الجرباء متمنطقا بمنطقة ذهبية وبها خنجر ثمينة شعر الممدوح بالزهو والإعجاب وتعاظم حتى لم تقو هذه المنطقة على تحمله فانبترت وكانت أولى هبات الشاعر وأول الغيث وأولى العطايا للشاعر بينما قال الأديب الشيخ منديل الفهيد : إنه يوم سمعها أعطاه جائزة خمسة عشر بعيرا بحمولتها من الأرزاق
نص القصيدة كاملة
يا شيخ أنا جيتك على الفطّر الشيب قزّان من دار المحبين دبّاب
دبا عليّ و دبّ مني بتقريب قل المواشي يا ذراء كل من هاب
من دارنا جينا لدارك مغاريب يمّوم نجمٍ لا تغيّر ولا غاب
متخيرك يا منقع الجود والطيب لا خيّب الله للأجاويد طلاّب
سلام من قلبٍ محبٍ بلا ريب له يستتبّ الشاب ويشبّ من شاب
يالجوهر الناريز يالعطر يالطيب يالصعل يالصهّال يا حصان الأطلاب
يشعث بنواف من الصبح الى المسا والبيق هو وغبير راحوا كساير
وفلان هو وفلان ومالم شمله يشرب ملاح ويسري الليل ناير
من حاربه لو هو ورا ساحل البحر يمسي بكبده موقدات السعاير
من خوف دمام يدير بيوتهم يضيق نزله والعذارى غراير
زيزومهم محمد زيزوم سربه شيخ عنيد وشمر له ظهاير
يسحم عليهم فوق شقرا محجله تشبح بها شول على البوش عاير
خطير من زومه تكسر عنانه من شلعها لليمنى عليها خطاير
ياكافي السيّاه يادافع البلا ترفع عنه كل الأمور الضراير
لا قايله كذب ولا لي بالمرا ولانا على طمعات الزمان داير
مار الثنا راعيه يشكر بالثنا ويستاهل التمديح عز الظهاير
وخلاف ذا ياراكب صيعريه تقطع فيافي طاير فوق طاير
يلفن لصيوان وبيت ومختصر وخيام تلقى بها شيوخ ذخاير
تلقى شبيه سهيل الى جيت بينهم الى جيت يقفن بك عيون حراير
لله يامير الله يفكك من البلا يافرحت المضهود الى جاك ناير
يامير ياسيل وطى العلو والسهل تلقى مداهيجه بها الورد صاير
يامير يانجم تهلفى من السما مودع شخانيب الوعاير كساير
يامير يازيزوم من طبوا الوطا والى ادبرت شهب السنين العساير
يامير ياهدّاج الى زاد ورده الجم يزمي من غميق الحفاير
يامير ياما اعطيت من شمّخ الذرا كبار الجماجم مطبقات الحراير
يامير يامعيش المساكين كله ويشبع بمذراتك طفال القصاير
ويقول في قصيدة مدح أخرى طويلة للأمير محمد العبدالله الرشيد
مزن نشا به ريبة وارتهابه من ريبته كل الخلايق مريبين
مزن شراشيح الحريشا شرابه يسقي العدو من غل نتلة عزارين
مخايل شرب الخضر من سحابه كمعٍ من الصافي على مشرعٍ زين
الى ان قال
محمد بضرب السيف ما ينهقى به عليه ابا زيد يلحّن تلاحين
الضاري الضرغام يا عض نابه فرق شظا لام القلوب المحبين
صلصال نجم صلصله من هضابه حلحال حيلات بخافٍ وتبيين
لصديقه احلی من حلاوي شرابه لعدوه اقسى من شخانيب حمرين
من شرقي البيضا لغربي مغابه ما جابت الخفرات مثله ولا شين
سبحان رافع بابة فوق بابه رفاع باب اللي بالادراج عاليين
دين من الله ما علّي به عتابه ابغيك يا والي القدر لا تحافين
خضير الصعيليك يمدح الشيخ مسامح بن مدعس و جماعته من قبيلة مطير
وله أيضاً هذه القصيدة في فخذ العبيات من قبيلة مطير ( حمران النواظر ) حيث نزل على الشيخ مسامح بن مدعس و جماعته و اصاب ابله الجرب فقاموا بواجبه و ساعدوه على طلاء ابله حتى شفيت و بقي معززاً عندهم حتى عاد لقبيلة شمر وعند نزوحه إلى قبيلته شمر فاشتاق لهم وبعث بهذه القصيدة التي يثني بها على (العبيات) ويذكر بها كرمهم وقيامهم بحقوق الجيرة .. حيث يقول بالقصيدة امتناناً لهم وتقديرا لصنيعهم
ياراكب حر بدو الخلا هات لما بنى فوقه سنام أمظلى
فوقه غلام ياخذ الليل ساعات قرم لعسرات الموارد يدلى
ياراكبه نصه فريق العبيّات جنابهم للجار فرش وزلى
اثبت من كتب القلم بالخفيات تلقى لهم رامه امام المصلى
وأن صاح صياح الضحى بالطويلات يفرح بهم راع القطيع المتلى
نعم هل الجدعا نهار الملاقات الي عدّو ما فيهم اللي يذلى
ودّى بهم مير المشاحى أمعيّات والريق من بين الشفايا يزلى
خضير الصعيليك يمدح ناصر ابن لحيدان
قال الشاعر خضير الصعيليك في ناصر ابن لحيدان التميمي راعى الحفن ثلاث أبيات تعتبر من امدح ابيات المدح قيلت في شخص في الشعر النبطي شارحا فيها كرم ابن لحيدان وقصتها ان خضير وربع ابن رشيد لفوا عليه وذاك اليوم قهوجي ابن لحيدان يوم صلى الصبح قلّط على الدلال وما حمس من حمسه خطه بالوجار ويوم أذن العشا يا هو حامس سبعين حمسه وليلتها الصعيليك بعد ما شاف هالكرم يوم هو يقول:
والله فلا يرخص بصنعا یضاعه وابن لحيدان على جاهد القاع
تبهيرته يومٍ من البن ساعه تكفي سنه لمخنصرينه بالاصباع
ويوم ان عيلات المخالیق جاعه دلى يفدّع بالمجيدي على صاع
والمجيدي عمله فرنسيه كانت تستعمل في الماضي وهي تساوي قيمة جملين من الابل والمقصود فيها لو ان صاع القهوه بمجيدي مايبخل به ابن لحيدان
ويقال ان امير حائل ذلك الوقت محمد العبدالله الرشيد سمع هذه الابيات وقال :” انا قيلت بي ثلاثين قصيده لكن لو يعطيني ابن لحيدان هالثلاث ابيات وياخذ الثلاثين انا الكسبان” وهذا دليل على ان الشعر بمعانيه ماهو بكثرة القصيد.
ويوم مات ناصر جا الصعيليك عقب زمان يم بيت ناصر ابن لحيدان ويوم وصلهم لقى ولده هادم قهوة ابوه ناصر وحاط به غريس تلفت يالصعيليك يا مار ما يشوف الا الجبال حوله و قال:
يادار لجت بك غبون الليالي وعوى بجالك ماهر البوم يادار
من عقب ما انتي مدهل للرجالي والمحتري ينهج منك تقل حدار
واليوم ما حذى نابيات العوالي وبيض بحتن حنّة الخلج لحوار
يبكن على عود هدي الجمالي الشايب اللي قولته شبُوا النار
وعيده الى قالوا هل السعر غالي ويفرح الى نوخ ورا الباب خطار
ترى الفخر ماهو بجمع الريالي افطن لابوك اللي علومه بالامصار
الشاعر خضير الصعيليك مع الشيخ ظاهر ابا ذراع الظفيري
من عرض ما جاور الصعيليك الشيخ ظاهر بن قاف بن ماجد بن خضير ابا ذراع ( شيخ جذم الصمدة ) من شيوخ وامراء قبيلة الظفير يوم راحت الدنيا وزانت دعواوه رجع وسكن مع شمر وفي يوم ويجي هاك الاسلمي من عند الظفير و يوم نشده الصعيليك عن ظاهر قال: والله ما هو ياحمايدك قال الصعيليك : ليه؟ وش علمه؟ قال: مات ولده الكبير وهايم ولا يذوق العيشه الا الما الاسود قال الصعيليك : يالربع وين الطارش؟ قالوا: وش تبي؟ قال الصعيليك : ابقصد لي قصيده وازعجه لظاهر قال: انا ارجع به انا غالي علي ظاهر وهذي ذلولي باركه قال الصعيليك : تولّم ابكتب القصيدة وتاخذها معك وفي القصيده يصف خضير الذلول ثم يصف الطريق للمرسال ويصف له بيت الشيخ ظاهر واوصافه ثم يواسيه ويطلب منه الصبر والتسليم الامر لله تعالى
يا راكب من عندنا فوق منجوب منجوب مندوب سرى ما يهيبي
تدني لداني صحصح البعد بقروب تدني لمدنيها بعيد الغريبي
حمراء من العيرات ياوي مركوب لاهيب لا بكرى ولاهي منيبي
اليا روحت دوّ من البعد مهيوب تهرف كما يهرف مع الدو ذيبي
يا شافت الانمر بالاصباع مقضوب سيلٍ تحدر مع مضك الشعيبي
كالقوذرة خمه من الشرق حاطوب زين الولع عدل المناکب ربیبي
يا رسل يا بانت لك الشمس بغروب عده لابو لزام ريف النجیبي
تفزيز يشبوبٍ من الملح مرعوب شاف المبندق و ارتكى بالهذيبي
عينه خلاص النار بالكير مشبوب بيدين بيطار يفح اللهيبي
بيت السعد في عالي المجد منصوب عدّه لبو لزّام ريف النجيبي
تلقاه مثل سهيل ما فيه عذروب وسلّم على الممدوح سقم الحريبي
وان سال عني يا شفا كل منجوب قل طيّب یاعل نومه يطيبي
الشيخ مثلك يابو لزّام محسوب ليث اليا كثرت همومه يطيبي
رسالة تنصاك من غير معتوب نصيحة كان النصايح تثيبي
اصبر عن الغالي كما صبرة ايوب و لا شيٍ الا بالبخت و النصيبي
اللي يصيبك يا فتى الجود مكتوب ما صاب صاب و ما خطا ما يصيبي
وبعد ان وصلت الرساله وسمع الشيخ ظاهر اباذراع أبيات القصيده تأثر بها وترك حزنه وهمّه وفرجت كربه وهذا حد علمه بالحزن و قام ورجع الى مجلسه وشب ناره وسوی قهوته وعاد كما كان اول
خضير الصعيليك يهجو من رفضوا استضافته
في عز الصيف كان خضير وعائلته ينتقلون عبر الصحراء باتجاه العراق ونفذ الماء واقترب العطش له واهله وللبعارين وفي طريقهم عثروا على نجع ماء لأحد الاشخاص لكن للأسف طردوه ولم يسمحوا له بالسقيا واكمل طريقه ورحلوا وينزل العصر على له عرب آخرين وجا يدور له حوض يبي يقلّط البعارين يشربن وصحى راعى البيت وعرفه و قال: انت خضير قال الله الله لكن بعاريننا عطشى وحنا عطشانين قال: البعارين راح نسقيهن وانت واهلك تفضلوا للبيت نقهويكم وشب ناره ونادى عياله وبناخيه وقالوا اسقوا بعارينه واملو صملانه واذبحوا الذبايح وجهزوا عشاهم فقال الصعيليك:
يا جيت نجع ……………… ياعنك وان القلب ما به وناسه
يا جيت حوالٍ حداك اشهب اللال من ميّهم ما ظال لك لو بطاسه
رجالهم ما ينلقي كود بحجال أخير ماترمي عليه البلاسه
والراس ذيل كحيلة يوم لموه يشدى دماليج الذهب فوق الامتان
ليته يخاويني الى قلت له قوه آبنهبه من فوق عجلات الاقران
ومن قصيدة طويلة لخضير الصعيليك يسندها على دغيم الظلماوي” ناخذ منها مطلعها وبعض الابيات
ياراكب حر نجبنا ضرابه من ساس علكوم ولد عيدهيه
صمك خلا وان شاف زول عدى به ثار الهبا واخطى خصاص الشبيه
مافوقه الا قربته مع زهابه وعقيلي وکل الکلایف عذيه
عليه غلام لا عدمنا شبابه قرم یعرف العلم ما هو دهيه
يلفي دغيّم شوق جالي عذابه يا شوق من كن العسل بيشفيه
سقم الحريب وعز کل القرابه عساه ما ناری به المکرهيه
من شبته درب الراجل نشا به اللي لفوا بیته يدسم لحيّه
ريف التلاقا والتعابا رکابه يا جن من البيدا تصاقع يديه
باللیل وسم الجیش بان الضحی به وبوروکها وخدودها مع لحيّه
له رفة يلقى العشا والذری به ودلال فيهن بنّة الشاذلية
له حمسة كثير اللي حکی به تطبخ شهر لاهل النفوس الدنيه
ان قيل نصف الصاع والا الرها به لى شح بالطبخة خطاة الدهيه
موقف الصعيليك مع عبدالعزيز المتعب الرشيد
طلب الصعيليك الرخصة من عبدالعزیز ابن رشید وزقره ابن رشید يدري ان معه قصيدة تبي تسبب مشاكل مع احد القبائل الصعيليك رکب قعوده واقفی يوم خذی شوین ابن رشيد سأل عنه قالوا: راح هو هذاك هكاللي اقفی قال لصبي عنده اركب الفرس وهات الصعيليك قالوا: ما يجي. قال: ان جا جبه وان عیا جر راسه والى عبدالعزيز ما ينتحاكى يقدي وجهه ثلاث الوان وهو بمكانه رجع الصعيليك وقدامه عبدالعزيز الجنازه سال سيفه بيمناوه يوم حول وينصلق عليه بلا رخصه هالحین قال عبدالعزيز : صاير زهاد يالصعيليك لعن الله آبو هالدماغ؟
وفي ابياتها الختامية وهو ينتخي عبدالعزيز المتعب وقال: انا اخو رثعه وبغى يرمي غترته بالنار لولا انهم قُضبوه و قال: اجل على هونكم على الصعیليك وانت ياجعيثن هات له جوخه وكسوه
خضير الصعيليك يرد على قصيدة خلف ابو زويد ويعارضه
قال الشاعر المعروف خلف بن زويد رخيص الشمري قصيدة لها قصة ومطلعها :
ياراكب اللي كنها سولع الذيب حمراُ ولا عمر الحويّـر اغـذي بـه