يا مزنة غرا من الوسم مبدار – شيخة القصيد النجدي

يا مزنة غرا من الوسم مبدار – شيخة القصيد النجدي

الشاعر النجدي الصقري صاحب قصيدة الشيخه المشهورة وقد يتداخل اسمه مع الشاعر عبدالله الصقري وأحياناً تذكر باسم مقحم النجدي وقد أكد لنا أحد أحفاده أن جده محمد بن مقحم النجدي من الصقور من العمارت له قصائد غير هذه القصيدة ولقب بالنجدي لأنه لم يذهب من نجد إلى الشمال إلا متأخراً وله قصائد جزله فمن إحدى قصائده قوله:

وحنا جنبنا بس تسعه ووغدان
ومن دون زرفات العشاير ذوابيح

من نقرة الصيقل إلى نقرة الخان
والخيل عزم بالوجيه المفاليح

وفرسان تال الخيل نارت بشامان
طال النهار وكملت هبة الريح

ومن أشعاره أيضاً:

قم يانديبي فوق ناب القرا شد
راعيه ماهاب الديار المخيفات

الصبح ركابه على النور لامد
العصر يزمن له كما القور الأبيات

يلفي لمن لا جارهم بالخطا ضد
إلا بشيمات العرب والمروات

إلى قوله:

الطير لولا كمشة الريش ماهد
لوهو كبيدي الحرار البتيعات

والسيف لولا قضبة الخمس ما شد
ويد وحيده ما تسوي حراكات

قصة مقحم الصقري النجدي وجاره وقصيدته المسماه الشيخة

في الزمان السابق نزل عند قبيلة الصقور من عنزة رجل غريب وكان مطالب بدم من قبل جماعته ومن عادة الرجل الغريب عندما يحل في قوم يجاور في كنف شخص معيّن من رجال القبيلة ويكون بحماية هذا الجار خاصة ورجال القبيلة عامه وقد نزل هذا الرجل الغريب في جوار الشاعـر مقحم النجدي من المكيتل من الجلال من الصقور من عنزة المتوفي في حدود عام 1260هـ تقريباً وبعد مضي مدة من الزمن ترعرع للرجل الغريب أبن سيء الأخلاق فتأذى منه النجدي وحاول أن يتلافى ما بدر منه ولكنه أستفحل أمره فصعب على مقحم أن يقتل أبن جاره فطرأ على باله فكره أن يستحث كبار جماعته الصقور لكي يقومون بزيارة لغريم جاره لعله يعفي عنه ويقبل الديه ومن ثم يرجع لجماعته ويتخلص مقحم من شر أبن جاره وفعلاً تم ذلك بحيث قاموا وجهاء قبيلة الصقور بزيارة غريم جارهم وأعفى عنه مقابل ديه دفعوها الصقور وعاد لجماعته
وهذا سبب قول مقحم النجدي لهذه القصيدة التي أطلق عليها أسم شيخة القصيد يقول :

يـا الـلـه يالمعـبـود يـا والـي الأقـدار
يا فـارج الشـدات لـو هـي كليـفـه

أنـت الـذي تـعـلـم خـفـيـات الأسـرار
معـيش الخلنـد الـلي عيونه كفيفه

يـا رب يـا رحمـن عـاون هـل الكـار
يا معاون العـبد الضعيف وسعيفـه

الـلي مـجـالـسهـم بـهـا بـن وأبـهـار
ونجـر يصوت للهواشـل رجيـفـه

الـلي صيـانـيهـم وسيـعـات واكـبـار
ومفـطحـات الحيـل للضيف ضيفـه

تـقـليـطهـم للضيـف قـعـدان وأبـكـار
وحيـل الغنم وقت السنين الحفيفه

حنا كما المشخص اليا طـب مـا بـار
بالـوزن يـرجح بالدراهـم صريفـه

حنا لك الـلـه مـا نـخـفي سنـا الـنـار
ولا نـنـزل ألا بـالـديـار الـمخـيـفـه

وحنـا لك الـلـه من بعيديـن الأخبـار
والنفس ما نلحق هـواهـا حسيفه

وحنا لك الـلـه دوم نبعـد عـن العـار
ولا نقبـل العـيلات لـو هي طفيفـه

وحـنا لـك الـلـه مـن قـديـم لـنـا كـار
عـن جارنـا ما قط نخـفي الطريفـه

الجـار مـا نـذكـر خـمالـه ولـو جـار
وجاراتـنـا عـن كـل عـايـز عـفيفـه

ما زارهـن مـن يـبغي الحيـف زوار
ألا ولا عـنـهـن نـدس الـغـريـفــــه

وحـنـا لـك الـلـه لـلمعـاديـن جـنـزار
والجـار مـا نجـفـاه لـو بـان حيفـه

نـرفى خـمالـه رفـيـت العـش بالغـار
ونـودع لـه النفس الثقيلـه خفيفـه

وعن المهونه والردا جارنـا مـجـار
بـربـاعـنـا يـلـقـا ونـاسـه وكـيـفــه

والجـار لـه قـيمـة وحشمـة وتعبـار
نضحك حجاجه بالعـلـوم الطـريفـه

نـبـغـي أن كـانـه بـدل الـدار بــديـار
وقـام أيتـذكر ما حصل مـن حليفـه

يـعـد مـا شافـت عيـونـه ومـا صـار
والـكـل فـي جـاره يـعـد الـوصيفـة

جـار عـلـى جـاره بـخـتـري ونـّـوار
وجـار عـلـى جـاره صفـاة محيفـه

ولا بـد مـا تـذهـب تـواريـخ وأذكـار
والطيـب يشـرى بالعمار القصيفـه

الطـيـب نوهـاتـه صعيبات وأعسـار
مبـطي لدسمين الشوارب وضيفـه

نـكـرم سبـال الضيـف حـق وتعـبـار
يوم أن خطو اللاش شح برغيفـه

يـا مـزنـة غـراء مـن الـوبـل مبـدار
بـرقـه جـذبـني مـن بـعـيـد رفـيفـه

هـلـت مـن الـقبـلـة هماليـل الأمطـار
من سيلها الـوادي غدالـه وحيفـه

تنـزل عـلى الـوديان من ديـم مدرار
وتصبح بهـا ريضان ربعي مريفه

صبح المطر فاحت بها ريح الأزهـار
وتخـالـف النـوار مثـل القـطـيـفـه

تـرعـابـهـا قـطـعـانـنـا سـر وأجهـار
تقطف زهـر مرباعها مـع مصيفه

قـطـعـانـنـا مـا تـرتـع بـدمـنـة الـدار
تـرعى زمالـيـق الفياض النضيفـة

ترعى بحـد السيف قصاف الأعمـار
في ضل مروين السيوف الرهيفـه

فـي ضـفـة الـلـه ثـم جـبـر وجـبــار
خـيــالــة يــوم الـمـلاقــا عـنـيـفــه

ترعى من البكري الـيـا خشم سنّـار
مـا حـده الـوادي لـرجـم الحـتـيفـه

تسمن بها العـرا مـن الـذود معطـار
غـبـوقـة الخـطـار عجـل عـطـيـفـه

يـبني عـلـيـهـا بـنيـت الـلبـن لجـدار
عقب الضعف صارت ردوم منيفـه

أن سوهجوا عنها معاميس الأبصار
حـنـا نـرد الـلـي يـبـيـهـا نـكـيـفــه

ما هي سوالف مسرد عقب مـا نـار
مـع العـرب يشبـه لخطـو الهـديفـه

ومن لا صبر ما حاش بالفود دينـار
تصبـح أحوالـه عند ربعـه كسيفـه

خطـو الـولـد مثـل البليهي الـيـا ثـار
زود عـلى حملـه نقـل حمـل أليفـه

يشـدا هـديـب الشـام حمـّال الأقـطـار
الـيـا زودوا حملـه تـزاود زفيفـه

وخطو الولـد مثـل النداوي اليا طـار
صيـده سمين ولا يصيـد الضعيفـه

وخطو الولد فعله على العيب والعار
صـفـرٍ عـلـى عـود تضبـه كتـيفـه

وخطو الولد كوبان ما يقـرب الحـار
لا نـافـع نـفسـه ولا مـنـه خـيــفـه

وصلاة ربي عـد ما أخضر الأشجار
على الرسول اللي علومه شريفـه

هذه القصيدة نشرت بعدد من الكتب دون أن تذكر المناسبة التي قيلت بها وقصتها وكل من نشر هذه القصيدة مثل خالد الحاتم ومن نقل عنه فقد كانت ناقصة ونظراً لأهمية هذه القصيدة فقد بحث عنها الشاعر والراوي عبدالله بن عبار العنزي وجمع شواردها وتتبع لصيغتها حسب ما نطق بها قائلها وتجنب تحريف الرواة ونشرتا في كتابه قطوف الأزهار

error: Content is protected !!