مساجلة شعرية مكتوبة بين الشعراء الأمير محمد بن أحمد السديري والأمير خالد بن أحمد السديري وزبن بن عمير العتيبي وابنه عمير ومرشد البذال الرشيدي عن شعر الغزل
الأمير محمد بن أحمد السديري رحمه الله يشكل مرحلة من مراحل الشعر النبطي في السعودية والخليج في القرن الثالث عشر الهجري فقد ربط القديم بالحديث وبه أتصل التراث وأستمر في فترة كان فيها الشعر النبطي يكاد يختفي اعلاميا فظهر السديري وارتقى به إلى القمة وأحتوي الشعر والشعراء ويهتم فيهم ويدعمهم ويطلب من رؤساء تحرير الصحف تخصيص صفحات للشعر وكذلك الاذاعة والتلفزيون حتى أستطاع أن يضع بصمته في مسيرة الشعر النبطي من خلال مساهماته الفعالة في كل مجلاته الأدبية.
وكان الأمير محمد بن أحمد السديري له صداقة ناصعة البياض باسقة بالحب والعطاء والوفاء وبالغة العمق والدلالة تربطه بالشاعرين زبن بن عمير البراق الثبيتي العتيبي وابنه عمير بن زبن في الربع الاخير من القرن الثالث عشر الهجري تقريباً لذلك نجد أن الكثير من قصائده يناجي بها صديقيه زبن بن عمير وابنه عمير بن زبن
والاديب والفارس والشاعرالكبير زبن بن عمير البراق الثبيتي العتيبي رحمه الله هو احد عمالقة الشعرالشعبي و شاعر الوطن وشاعر الحرس الوطني قبل الشاعر خلف بن هذال العتيبي ورفيق درب ومشوار السديري وصديق عمره توفي عام 1395هـ
في السنوات الاخيرة من حياته وعندما تجاوز الستين من عمره اصبح يبتعد عن شعر الغزل وكان ذلك تقريبا في العام 1386هـ
وعندما توقف الشاعر زبن بن عمير ولم يكتب أي قصيدة غزلية أثار هذا الأمر فضول صديقه الأمير محمد السديري لذا حاول ان يداعبه ويثير إستفزازه حين بعث لأبنه الشاعر عمير بن زبن أبيات يسأله عن والده والغرض منها تهييض شجون والده لعلها تثيره لقصائد الغزل فقال السديري
ياعمير خبرني عن العود هو تاب وقضب طريق ملفلفين العمامه
وأعرض عن الزينات تلعات الارقاب وعوّد معيف وطالب ٍ للسلامه
والا يصافح لاجلهن كل مرقاب وعلى هوى قلبه تشيله عظامه
منّولٍ سرحان عادي ونهاب ودايم من الغارات تنطف إلكامه
واليوم مدري وش جرا له بالأسباب ماعاد نسمع بالعذارى غرامه
والحروه انه قاري ٍ قروة الداب وحتى خرزها ناظمه في حزامه
لو هو يتم الخمس في كل محراب باق ٍ بقلبه من هوى البيض شامه
الله يخون البيض غضات الاشباب حطّن في هاك البراطم علامه
قلّه نبي منه البراهين بكتاب وحنّا نميز غايته من كلامه
ويا عمير قله ما نسيته ولا غاب لو كان في العارض وأنا في تهامة