قصة وقصيدة عن الصديق الوفي والصداقة والأخوة

قصة وقصيدة عن الصديق الوفي والصداقة والأخوة

قصة وكلمات قصيدة وابيات شعر عن الصداقة والاخوة بالعاميه

اصبحت الصداقه لاتحمل من اسمها السامي شي .. اسمها الذي يعبر عن مضمونها وهو صدق المشاعر الاخويه ولها قوانيين ترتكز عليها اما في الوقت الحالي يدعون الصداقه ولا يعرفونها وقد يترك الصديق صديقه او من يسميه صديقه من اجل شئ تافه

وقديما كانت الصداقه اقرب من الاخوه وهذه القصه تمثل كيف كانت الصداقه الحقيقيه وكانت بين ثلاثة اشخاص اللي هم راشد بن محمد بن مشعان بن فزيع الجعفري الشمّري وفهد حمد الغسلان البقعاوي ومحمد الخميس العتيبي وكلهم من سكان بقعاء شمال منطقه حائل وكانت تجمعهم صداقه عجيبه فيها الشعر والكرم وتقدير الناس واحترامهم لهم

وذات يوم وقبل توحيد المملكة بسنوات قليله قدر الله انهم يتفرقون

فهد حمد الغسلان قعد ببقعاء اما راشد الشمّري راح متغربا للعراق بسبب الفقر وكثرة الدين عليه لكرمه ومحمد الخميس راح جهة الخرج

وجلس راشد في العراق حوالي ثمان سنين او عشر وما الله وفقه يقول اضربها يمين تروح يسار ولا قدر يجمع شي عشان يرسله لاهله لامه ولخوانه ويقول هاك الوقت ان اهل الديار الشماليه اللي يجي من نجد ما يعطونه وجه بحكم انهم اغنياء واللي يجي من نجد ذابحهم الفقر بحكم القحط والفقر في نجد آنذاك

ويقول للشاعر مبارك بن مرجان رحمه الله والذي ولد في الأسياح عن هاك الوقت ويصف نجد :

شابت لحانا ما لحقنا هوانا
وعزّي لمن شابت لحاهم على ماش

صرنا نكّد و كدّنا ما كفانا
عيشة وزا يالله على الكره نعتاش

وغداننا جاعوا ودجت نسانا
نقبل ونقفي يا فتى الجود ببلاش

محمد الخميس العتيبي سكن شمال الخرج ولكن لم يقطع تواصله مع فهد الغسلان وكان يرسل قصيد ويذكر ضيقة صدره ويذكر فهد بالكرم ويذكر ديرته بقعاء يقول في قصيدة رائعه:

يا راكبن حرٍ يبوج الوطـى بـوج
يقطع رهاريـه الوطـى بالدلاجـي

حرٍ سخيف الفخذ والصدر مفجوج
والبطن منظمرٍ به الحبـل ساجـي

حرٍ قعود ويطوي الـدو بالـدوج
ما كنه الا طيرةٍ مـع زراقـي

يشدى لفرخٍ من ورى الصيد مزعوج
فرخٍ صغيـر ومقتفيـه العجاجـي

يا راكبـه لا تقطـع الـدو بالـدوج
اودع مغيب الشمس فوق الحجاجي

سقه لما تلفـي مقاصيـر وابـروج
ونخيلهـم مثـل الطهـى بالهباجـي

ليا جيت ريحة بنهم تنطحـك فـوج
تقعد عماسك والخـوا يـوم فاجـي

انشد عن اللي بابه الصبح مهجـوج
وبالليل لا هجـه يشـب السراجـي

ابو حمد تلقى سواليـف واهـروج
وصنيةٍ به من عصيـب النعاجـي

وادلال بغدادٍ على جال صهـروج
تلقى هشيم النـار مثـل الكراجـي

ان نشّدك عني طوى قلبـي المـوج
هذاك علمي بـه مـرق يـوم ماجـي

واظن لو ينكس علي صار مرجوج
ياشين عقب الرزن عقل الرواجـي

مار اتمنى والتمانـي مـن العـوج
مثل الضعيف بوسط سوق الحراجي

آما راشد بقي في العراق وقد انقطعت اخباره عن اهله وظنوا انه مات وكانت والدته تبكي دائما على ذكراه00

وكان فهد الغسلان يواصل اهل راشد بحكم صداقته مع راشد ويزورهم لعله يجد خبرا عن راشد

وذات يوم كان فهد عندهم في المجلس واخوان راشد يصنعون القهوه وعندما صبوا الفنجال الاول لفهد الا الصياح في البيت وسمع صوت بكاء ام راشد في الداخل حسرة على ولدها فنزل الفنجال
وهو يقوم من الحسره وقالوا يابو حمد تقهو قهوتك فقال:

قالوا تقهوى قلت ماني ولا اياه
البيت ماله قبلةٍ عقب راعيه

لاما تـدالـيـت الفـنـاجـيـل وياه
مادلهٍ عن شوف وجهه عزاويه

لو هم كرام وياصلون البعيداه
القلب ما يغصب على غير طاريه

وش هقوتك يا مدلّه القلب ياناه
بمـوجـلٍ لـقـى المرابي علابيه

هو يطري الجيه حريٍ نتحراه
او موقعه ما جاء المـنجـم حواليه

ياما قـعـدنـا يوم الايـام عـدلاه
يوم الخزز يرعى الخزاما بأذانيه

ونركض واذا صدنا الجراده شويناه
ومن كايد الدنيا على الطول تفنيه

واليوم مدري وين الايام تقداه
لا عاد هو وده بشوفي وانا ابيه

يالله لاتقـطـع شـفــي بلامــاه
انت الذي تقدر ترده وتثنيـه

ريف الضيوف اليا تناخوا حلولاه
وين الكريم اللي بعادٍ مناويه

يحط ماجوب النشاما مع الشاه
وله عادةٍ بمعطل الجوع يغديه

وحياة من كل الخلايق ترجاه
يعطي ولا يبخل على اللي يراجيه

لو اني اقدر لاودع الجدي لي جاه
من فوق مايدني بعيد المهاميه

ازرق وقضاب الدركسون يقداه
تسمع مع الشكمان صوتٍ وتدويه

وابي آصله لو هو ورى اقصاه وادناه
واخبره علم الحنين وعناويه

عن فاطرٍ له تزعج الصوت بعواه
تقنب قنيب وباقي الصوت تخفيه

اما يجــي والا على ماهـقـيــنـاه
الروض ريف والخلا من تواليه

لم يجمع راشد في العراق شيئا من المال ولكنه بلغ منتهاه وقرر العوده لبقعاء لو ما معه شي من المال فقرر زيارة بيت معازيبه بالعراق يبي يقولهم انه يبي العودة لأهله وانه طاب خاطره من الغربة ويحتاج بس زهاب يوصله لهم لكنه لم يجدهم وكان خادمهم الافريقي يقال له (ابن عييد)
وعندما تقهوى راشد عند خادمهم وينشده وين الشيوخ
قال مسافرين الايام ما يجون لكن انت ليش جالس للحين خلاص تقهويت وامش وش تبي
فقال راشد انا ضيف على سلوم وقوانين الرجال الاولين الطيبه
فقال الخادم قوانين الاولين والسلوم الطيبه راحت مع اهله فقام بدفعه للخارج
وعندها اكتملت مراحل الغبن عند راشد في مصيبته ثمان سنين ما كسب شي وفوقه ما شاف اهله وامه ما يدري وش اخبارها ولاحصل شي ولاشغل والغربه لم يكسب منها مالا وليس معه حق العوده وزادها الخادم بتعامله المهين فقال وهو وهو طايح عند عتبة باب معازيبه بعد ما دفعه الخادم وهو يتوجد على صديقه فهد الغسلان فقال :

حبر الشفا من عض الانجاد يامعين
من شان دكاةٍ عسى الله يهينه

الله من قلبٍ غدى ألفـين وألفـين
غـدى شـتات وبـيح الله كنينه

قلب العنا زادت عليه الشواطين
مـا مرةٍ يطرب تجيه السكينه

ان جاه ليل صرّف الليل ليلين
وان جاء نهارٍ زاد همه غبينه

من الهجس والهاجوس وامراض توذين
يبرم كما تبرم سلوك المكينه

ومن ضيقةٍ بالصدر جيت الدياوين
ابي الوناسه والوناسه ضنـيـنـه

اجلس مع المجلس ولا احدٍ يحاكين
وابدي كلام وكلمـتـي كارهـيـنـه

لا دينهم ديـني ولا الديـن من دين
دورت من جنسي ولا أشوف عينه

وابن عييد مـع سواده سواديـن
له شاربٍ يـستاهـل ألفين فينه

الخايـب الخنزير سـيد الحياوين
لقيت مخراج الردى هـو معينه

حكم الخدم اذهـب ربوعٍ قديمين
وحكم سعيد وفاطمه خابرينه

لولا العنى ما كان جيناك عانين
قلنا زمانٍ ماضي مع سنينه

وين الصديق اللي يودن يـشاكين
يكشف على ما بالظلوع الدفينه

مثل فهد ينظر بحالـي ويبرين
يبري هواجيسٍ بقلبي كمينه

يا بوحمد عزاه وينك وانا وين
بيني وبينك ما يبيد السمينه

عزاه يارجلٍ ربوعه بعيدين
يصبر على الكايد ونفسه مهينه

عفت البلاد وعفت ناسٍ عزيزين
خليت جرد الـدو بيني وبينه

ماهو طلب فرقـى الاهـل والمحبين
لاشك تدبير الولـي قابلـينه

حدن على فرقى الاهل دفتر الدين
عزي لمن مـثلي حلاله رهينه

وجدي على هكا البلادين وجدين
وجد الخلوج اللي يهجرس حنينه

دنياك ياما به من الزين والشين
حسربنا كثر اصطفاق اللعينه

ان ورتك وجهه فنعمك ونعمين
تربيك تربـاة الهنوف لجنينه

وان عاضبت توريك صد وتماحين
وعدو عينك تسهجه تحت عينه

يالله طلبتك خير دنياك والدين
ياعالـمٍ باسرار زينه وشـينه

يامن نصب حكمـه بعدل الموازين
مغرق هل الجمـه ومنجي السفينه

ادعـوك بأسماك الحسينه وياسين
وايات لو تاتي الرواسي تلينه

اللي رزق داب عمى مايخليـن
ادعوه يلطف بي وينظر بعينه

وعاد راشد لاهله بعد عام من القصيده وذهب مسرعا ليرى صديقه فهد لكنه تفاجأ ان البيت خالي
واخبروه ان فهد رحل للسكن بحائل فجلس على عتبة الباب مصدوما لذلك وقال:

ابدي بذكر الله على كل ما ابديت
الواحد الفرد الصمد ماله اشراك

عالم دبيب النمل تحت الصواميت
ياعالمٍ غيبك ولاشي بيخـفـاك

يالله تغفر لي ذنوبي اذا اخطيت
ياواحدٍ ماخـاب عـبــدٍ ترجـاك

الصدر ضاق وضيقته يوم سجيت
ياشينها من ساعـةٍ ما لقـيـنـاك

جيت المكان ولا لقيتك تـنـبـيــت
لاشك هـذا مـن تصـاريف مولاك

يابوحـمـد لو كان عنا تـنـحـيــت
لو شـمـت عـنـا مالك الله ننساك

عساك مصحوب السلامه اليا الفيت
ارجي من الله يحفظك ثم يرعاك

وعندما علم فهد الغسلان بعودته رجع وسكن بقعاء ليكملوا صداقتهم الطاهره

المصدر
نشرت في العديد من كتب التراث مع الاختلاف ببعض الابيات والاحداث

error: Content is protected !!