قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا

نهاية الطاغية باتيستا حكم كوبا بالحديد والنار وقتل 20 ألف مواطن في سبع سنوات

الطغاة لا يستفيدون أبدا من دروس التاريخ. إنهم يتصورون ماداموا في مراكز السلطة انهم سيظلون أبدا فوق رقاب العباد.. ناسين انهم قد يصبحون ذات يوم أو يمسون ذات مساء، وقد زال عنهم سلطانهم، وأصبحوا وجها لوجه أمام شعوبهم.. و.. ويل لهم من لعنة شعوبهم ولعنة التاريخ.ولنقف أمام نموذج صارخ من نماذج الطغاة.. وكيف عاش حياته يواجه شعبه، فماذا كانت نتيجة ذلك؟
إنه طاغية كوبا ‘فولجنسيو باتيستا زالديفار ‘
فقد تسلط هذا الرجل علي شعبه، وسامه سوء العذاب، ولعب بمقدراته ومستقبله، ولم يرع حرمة الانسان الكوبي، وامتهن كرامته، وزج به في ظلمات السجون بلا مبرر من منطق، ولكن لاخافة الناس وبث الرعب في قلوبهم، وعبث بثروات البلد كما يشاء، ويوزعها علي المقربين له، ولأقاربه أيضا، فأصبحت ‘كوبا’ في عهده بقرة حلوبا لا ينتفع بها إلا هو وحاشيته وأقاربه!

ولم يكتف بذلك، بل كمم الأفواه، ووأد حرية الصحافة.

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا
وسمح هذا الرجل لنفسه أن يكون سمسارا في خدمة الاحتكارات الأجنبية، وكل ما كان يهمه هو أن تمتليء جيوبه بالعمولات، دون نظر الي شعبه البائس الفقير الذي لم يعرف في عهده إلا الفقر والمرض وظلام السجون.

وكوبا كانت مستعمرة اسبانية، وعندما نالت استقلالها عام 1898 بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، زاد النفوذ الأمريكي بها بداية من عام 1899، حيث قامت بتأسيس قاعدة لها في جوانتانامو. مازالت تسيطر عليها حتي الآن، وبها السجن المعروف الذي يعذب فيه ضحايا الحرب الأفغانية!

عانت كوبا خلال فترة حكمه سنوات من الجهل والفقر والقمع والقسوة وانتشار الفساد والفوضى في ربوع البلاد، وكان يمسك زمام الأمور بقبضة من الحديد والنار، وقد استعان بالقوى الأجنبية في الحكم وأصدر نظام الاحتكارات الأجنبية داخل دولته مقابل عمولة حول بلاده إلى مستعمرة أميركية، كأن كوبا أصبحت مملوكة لأمريكا بعد أن حول 75 في المئة من الأراضي الكوبية للحكومة وللولايات المتحدة أما باقيها فللسكان، وكان يصرف ببذخ على الجيش والتسليح ومنح المزايا إلى القادة العسكريين، متجاهلا معاناة الشعب الذي يئن كل يوم من نقص الغذاء وسوء الخدمات.

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا

هو رئيس كوبا الأسبق فولغنسيو باتيستا زالديفار، الذي تميز بالنهج الدكتاتوري، وقاد الجيش بشكل صارم بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وتولى رئاسة كوبا من 1933 إلى 1944 و 1952 إلى 1959، قبل أن يسقط نتيجة للثورة الكوبية. 

بداية النهاية

على الرغم من الدعم الأميركي ومد نظام باتيستا بأحدث الأسلحة والعتاد خلافا للتمويل ومساعدة عملاء الـ سي اي ايه الذين حاولوا اختراق عصابات فيدل كاسترو إلا ان نظام الديكتاتور باتيستا سقط في النهاية بسبب الغضب الشعبي الهائل والتفات الشعب الكوبي خلف كاستروا.
كانت حالة الغضب الشعبي قد وصلته إلى ذروتها بسبب تدهور الاقتصاد وحالة الفوضى العارمة التي اجتاحت كوبا، وبدأ فيدل كاستروا بالتخطيط للتخلص نظام باتيستا الموالي لأميركا
وضع فيدل كاسترو أقدامه في كوبا مع مجموعة من المؤيدين منهم الثوري المعروف تشي جيفارا لعزل باتيستا في ديسمبر 1956، بينما استمرت الولايات المتحدة في دعمها لباتيستا.
قام فيدل كاسترو مع عصاباته بعدة هجمات ضد نظام باتيستا، وفي احدى الهجمات، دخل الثوار كوبا على ظهر اليخت غرانما ولم يكن معهم سوى ثمانين رجلا لم يبق منهم سوى 10 رجال فقط، بينهم كاسترو وأخوه “راؤول” وجيفارا، إلا أن هذا الهجوم قد فشل في النهاية.
وعلم الشعب الكوبي بمحاولات كاسترو للقضاء على حكم باتيستا مما أكسبه، مؤيدين كثيرين خاصة في المناطق الريفية، وظلت المجموعة تمارس حرب العصابات لمدة سنتين وخسروا نصف عددهم في معركة مع الجيش.
ومع محاولات كاسترو للقضاء على نظام باتيستا، كانت خطاباته تحرك مشاعر الشعب الكوبي، فكان إحدى خطاباته سبباً في إضراب شامل تسبب في ايقاف العمل وشل حركة البلاد فكان بمثابة ضربة موجعة لنظام باتيستا.
وبواسطة خطة جيفارا للنزول من جبال سييرا باتجاه العاصمة الكوبية تمكن رجال حرب العصابات من اكتساح العاصمة هافانا في يناير 1959 على رأس ثلاثمائة مقاتل، وأسقطوا الديكتاتورية العسكرية لفولغنسيو باتيستا ليبدأ عهد جديد في حياة كوبا بعد انتصار الثورة وإطاحتها بالديكتاتور الكوبي.
فر الديكتاتور الكوبي فولغنسيو باتيستا من بلاده هارباً، عقب الثورة الشعبية الذي تزعمها فيدل كاسترو، واختلطت مشاعر الاحتفال والفوضى في العاصمة الكوبية هافانا، بحث صُنّاع السياسة الأمريكيون عن كيفية التعامل بطريقة مثلى مع «كاسترو» الراديكالي والتداعيات الناجمة عن العداء لأمريكا.
وأسرع مؤيدو كاسترو لبسط سيطرته على الحكم، كما تم تعيين القاضي مانويل يوروشيا كرئيس مؤقت للبلاد، ودخل كاسترو هافانا منتصراً هو ومؤيدوه في السابع من يناير.
وكان المسؤولون الأمريكيون معارضون بشكل جماعي تقريباً حركته الثورية خشية أيديولوجية كاسترو الشمالية وخشية أن يكون هدفه الرئيسي الهجوم على الاستثمارات والممتلكات الأمريكية في كوبا.

دعم واسع لكاسترو

وعلى الرغم من ذلك، حظى كاسترو بدعم واسع من الشعب الكوبي ولثورة كاسترو وازداد في أواخر الخمسينيات بسبب بريق شخصيته الجذاب وبلاغته الخطابية القومية من جانب، وبسبب الفساد المستشري والقسوة وعدم الكفاءة داخل حكومة باتيستا.
وامام نفوذ كاسترو أجبرت الحكومة الأميركية على سحب دعمهم تدريجياً من باتيستا والبدء في البحث عن بديل لكلٍ من باتيستا وكاسترو داخل كوبا، وقد فشلت الجهود الأمريكية لإيجاد طريق وسط بين باتيستا وكاسترو.
وفي الأعوام التالية كان الموقف الأمريكي تجاه الحكومة الثورية الجديدة ينتقل ما بين الشك والارتياب إلى العداء الصريح.
وعندما بدأت حكومة كاسترو تتجه نحو علاقات أعمق مع الاتحاد السوفيتي وإعلان كاسترو اتباعه للمذهب الماركسي انهارت تماماً العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا وتحولت إلي عداء متبادل استمر عقوداً بعد ذلك وإن كان بشكل أقل حدة.
وعاش باتيستا في المنفى بعد الاطاحة به من قبل الثوار الكوبيين في البرتغال ثم انتقل إلى إسبانيا، وفي 6 أغسطس 1973 في غوادالمينا الأسبانية إثر هجوم مسلح حيث أطلق عليه الرصاص أحدهم فتوفي على الفور واتهمت الحكومة الأسبانية نظام كاسترو باغتياله ولكن كوبا تنفي هذه التهمة.

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا

وصول باتيستا للحكم

فيما كان لاسبانيا نفوذها الواسع في كوبا، وازدادت حالة الاحتقان من الجيش الاسباني بسبب حملة من القمع، جمع الجنرال فاليريانو فيلر الحاكم العسكري لكوبا سكان المناطق الريفية فيما وصف باسم «ريكونسينترادوس»، التي وصفها المراقبون الدوليون بأنها “مدن محصنة”.
واعتبرت هذه القرى نموذجاً أولياً لمعسكرات الاعتقال في القرن العشرين، لقي ما بين 200 و400 ألف مدني كوبي حتفهم من الجوع والمرض في المخيمات، طبقًا لإحصاءات الصليب الأحمر.
واحتجت الولايات المتحدة وأوروبا على السياسة الإسبانية في الجزيرة، التي رضخت في فترة من تاريخها تحت طاغية دموي يدعى فلغنسيو باتيستا.
باتيستا كان سفاحا طاغية تقلب في عدة مناصب عسكرية وانتهى به الأمر إلى أن أصبح القائد الأعلى للجيش، وبهذه الصفة كان الرجل القوي في حكومة الكولونيل كارلوس منديتا (1934-1936).
وعندما أبعد هذا الأخير عن الحكم وانتخب جوفير رئيساً للجمهورية، استطاع باتيستا أن يؤلب البرلمان ضده فأقيل في نفس العام (ديسمبر 1936) وأحيل إلى المحاكمة، وقد خلفه نائبه لاريد برو، الذي خضع لباتيستا وللعسكريين، وفي عام 1940 انتخب باتيستا رئيساً للجمهورية وظل في الحكم حتى عام 1944 عندما انتهت مدته.
وفي 10 مارس 1952 دبر باتيستا انقلاباً ضد سوكراس وعاد إلى الحكم ثانيةـ وقد تميزت فترتي حكمه الأولى والثانية بالدكتاتورية وانتشار الفساد وتحويل الجزيرة إلى شبه مستعمرة أمريكية، بالإضافة إلى انتشار الفقر بين السكان والاغتيالات السياسية العديدة التي كانت تنفذها مخابراته.

قبضة حديدية

تميز حكم باتيستا بالقوة، وكان يمسك زمام الأمور بقبضة من الحديد والنار، وقد استعان بالقوى الأجنبية في الحكم وأصدر نظام الاحتكارات الأجنبية داخل دولته مقابل العمولات، وقد انعكس هذا الحكم المُستبد على الشعب، الذي كان يعاني بسبب الفقر الجوع والمرض والجهل.
كان باتيستا يعامل أهل بلده بكل قسوة وعنف وكان يتجسس عليهم، وكثير من أهل البلد ذاقوا العذاب والقهر في عهد هذا الدكتاتور، وبدلاً من تحسين أوضاع شعبه الفقير كان يصرف ببذخ على الجيش، حيث كان يقوم بجلب دبابات وأسلحة ومعدات لتقوية جيشه الذي كان يدين له بالولاء والطاعة، وكان من أحد أسباب تقوية جيشه أن يصبح درعه الواقي ضد أي انقلاب شعبي.
وبالفعل حدث ما كان يخشاه باتيستا حيث حدث انقلاب شعبي في عام 1944، أجبره على التنحي عن منصبه، لكنه عاد عام 1952 أكثر شراسة واستطاع بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية أن يُنصب نفسه رئيساً لجمهورية كوبا، فعاد الشعب يعاني من جديد من الفوضى والجهل والفقر.

قصة نهاية رئيس كوبا الطاغية باتيستا
وقد أدى هذا الوضع إلى قيام ثورة شعبية ضده بقيادة فيدال كاسترو وشي غيفارا انتهت يوم 2 يناير 1959 بالإطاحة به، فهرب إلى سان دومنغو حيث أخذ يعمل على مناهضة الحكم الثوري في كوبا حتى وفاته عام 1973.
بحلول عام 1963، كانت كوبا تتجه نحو نظام شيوعي كامل على غرار الاتحاد السوفياتي، مما دفع الولايات المتحدة لفرض حظر دبلوماسي وتجاري شامل على كوبا، وبدأت عملية النمس إحدى برامج الاستخبارات الأمريكية السرية.
في عام 1965، دمج كاسترو منظمته الثورية بالحزب الشيوعي الذي أصبح سكرتيره الأول، وأصبح بلاس روكا سكرتيره الثاني. خلف روكا بعد ذلك، راؤول كاسترو الذي كان وزير الدفاع وأكثر الأشخاص قربًا من أخيه فيدل، وأصبح ثاني أقوى شخصية في كوبا. تعزز موقف راؤول بعد رحيل تشي غيفارا ليقود حملات تمرد فاشلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن ثم بوليفيا حيث قتل في عام 1967.
خلال السبعينيات، أرسل فيدل كاسترو عشرات الآلاف من الجنود لدعم الحروب المدعومة سوفييتياً في أفريقيا، ولا سيما حركة تحرير أنغولا في أنغولا ومنغستو هيلا ميريام في إثيوبيا.
كان مستوى المعيشة في السبعينيات بسيطاً للغاية، وسادت حالة من الاستياء، واعترف فيدل كاسترو بفشل السياسات الاقتصادية في كلمة ألقاها عام 1970، بحلول منتصف السبعينات، ثم بدأ كاسترو الإصلاحات الاقتصادية.

ولنتتبع تاريخ هذا الديكتاتور الذي حكم بلاده بالحديد والنار، ثم كان مصيره في النهاية مذبلة التاريخ.
لقد أصبح ‘باتستا’ قائدا للجيش الكوبي، ثم اختير عضوا بمجلس الشيوخ، ومن هنا قفز الي السلطة معتمدا علي ولاء الجيش له، وحكم البلاد حكما ديكتاتوريا غاشما، عقب الانقلاب الذي قام به عام 1933م، وعين نفسه جنرالا للجيش الكوبي، ثم دخل الانتخابات الرئاسية بلا منافس، ليحكم كوبا بعد ذلك حكما مطلقا.. وظل يحكم البلاد قرابة عشر سنوات لم تتقدم فيها البلاد، وعندما أجبر عن التخلي عن الحكم عاد اليه ثانية بانقلاب دموي في مارس 1952، وظل في الحكم الي عام .1959
لقد حكم كوبا حوالي ثمانية عشر عاما، لم تر بلاده منه إلا العبث بحرية الانسان وبكرامة الانسان، ولم ير منه الشعب إلا الوعود الكاذبة، والآمال الكسيحة.. وامتلأت السجون بالمعتقلين من الوطنيين الأحرار، وكيلت التهم لكل من يرفع صوته مناديا بقليل من الديمقراطية.. ودخل السجن كل من انتقد ما يجري في كوبا من أوضاع بالغة السوء.
وبالغ الرجل وحاشيته في قسوته، والعصف بكل من يشير ولو اشارة من بعيد عن الفساد التي ازداد في البلاد، وكان كثيرا ما يري الناس الجثث في الشوارع، حتي يزيد من خوف الناس.
ومع كل الارهاب الذي كان يمارس، كان الشعب الكوبي يغلي، وكان شبابه مصمما علي الخلاص من جبروت باتستا.. فهم يعرفون أنه أصبح من كبار الأثرياء، وأصبح يملك أكثر من 300 مليون دولار..!
وقد بلغ من قسوته وتشديده علي شعبه أنه حدثت انتفاضة (مولوزا).. ولكنه قمع هذه الانتفاصة بلا رحمة.. وكان ضحاياه أكثر من عشرة آلاف قتيل!

لم يذكر الناس له إلا التخلف والنهب والسلب.. فلم يكن له مآثر يمكن أن تغطي فضائحه.. ولا كا نت له مشروعات طموحة ترفع من مستوي دخل المواطن، ولكن كان كل همه جمع المال.. من السمسرة ومن الاحتكارات الأجنبية علي حساب المواطن العادي.
وكان يظن أن سحب العبودية التي فرضها علي بلاده سوف تظل الي الأبد، فتمادي في طغيانه حتي أنه أغلق العديد من المصانع والمدارس وبدي للناس أن العالم كله يتقدم ما عدا كوبا فهي تتراجع الي الوراء.. رغم موقعها الهام.. ورغم ثرواتها المتعددة.
ومن هنا فقد كانت الثورة تغلي في أفئدة الناس، وخاصة طبقة المثقفين الذين رأوا ما تسير عليه البلاد من تخلف، و من نهب لثرواتها علي يد الأجانب.
وكان لابد لهذا الظلام أن ينجلي، ولابد لهذه السحب السوداء أن تسوقها رياح الحرية الي منفاها البعيد..!

ولكن كيف جاءت النهاية؟

لنقرأ ما كتبه المؤرخ الدكتور محمود متولي:
‘لابد لكل طاغية من نهاية، لأن التاريخ هو سلسلة من الصراع بين القوي الشيطانية بما تمثله من استبداد سياسي وظلم اقتصادي وانحراف اجتماعي وبين عاشقي الحرية ومناصري العدل والباحثين عن الأمن والاستقرار.
إن القوي الشيطانية التي جعلت سلاحها للسيطرة علي الشعب الارهاب والاباحية.. استطاعت عبر (باتستا) أن تضرب نطاقا من العزلة حول الجماهير وأن تعيق حركتها وتخدر قواها.
لقد سقط ‘باتستا’ تحت أقدام ذوي اللحي أنصار ذلك المحامي الذي امتهن القانون، وضايقه أن تسجن العدالة في بلده، وأقصد به (فيدل كاسترو) الذي تشبه ببطل كوبا القومي ‘خوسيه مارتي’ وفي الواقع أن شعب كوبا شعب ثوري بطبيعته لا يرضي الضيم ويأبي الظلم، ويدافع عن حقوقه، ومسلح بوعي سياسي يميزه عن بقية شعوب قارة أمريكا اللاتينية.
ومنذ انقلابه الذي قام به في 10 مارس سنة 1952 لم تسكت أصوات المعارضة ضده، وقام ضده كفاح سري تزعمه طلبة الجامعة وبعض العناصر النقابية، وشلت الاضرابات تفكير الديكتاتور وكان أقوي المعارضين هم جماعة 26 يوليو التي تزعمها فيدل كاسترو رئيس الحزب الأرثوذكسي في هافانا. وقامت هذه الجماعة بمحاولة فاشلة لطرد الديكتاتور (باتستا) قامت علي محاولات فردية للاعتداء علي كبار شخصيات الحكومة ثم في ديسمبر 1956 قامت محاولة جديدة لكن الطاغية قتل معظم الذين قاموا بها ومن هؤلاء الأبطال اثنا عشر رجلا هربوا الي جبال ‘سبيرا مايسترا’ مصممين علي مواصلة الكفاح لاسقاط حكم الطاغية، ولم يلبث أن انضم لهم في نهاية عام 1958 ما يقرب من عشرة آلاف متطوع.
إلا انه خلال عام 1957 هاجم بعض الفدائيين قصر الرياسة الذي يعيش فيه الطاغية بهدف اغتياله لكنهم فشلوا، وكانت أعمال المدنيين في المقاومة السرية متنوعة، حيث قاموا بحملات الدعاية ضد الحكومة وجمعوا ملايين الدولارات من الشعب بجميع صفوفه لشراء الأسلحة والمؤن لجيش الثوار.

ويقول مؤرخنا محمود متولي:
وكلما زاد الثوار عملياتهم الفدائية كلما زاد عنف واضطهاد حكومة (باتستا) للمعارضة، واعتادت منازل كوبا تلك الزيارات الليلية التي كان يقوم بها أعوان الطاغية، لاعتقال أي شخص، حيث يؤخذ المعتقلون الي مراكز البوليس وثكنات الجيش، وكان مصير المعتقلون ينتهي بمجرد اعتقالهم، وتعرض عشرات الألوف من الوطنيين في كوبا لتعذيب آثم. وتقول الاحصاءات أن ما يقرب من عشرين ألفا من المدنيين قتلهم الطاغية ‘باتستا’ ونظام حكمه، وكانت الجثث تشوه بحيث لا يمكن التعرف عليها، ولكن كان لابد للثورة أن تنتشر، وهكذا نجحت ثورة كاسترو سنة .1959

ومعروف أن هذا الطاغية هرب لاجئا الي جمهورية الدومينكان في الأول من يناير سنة 1959، تشيعه لعنات الجماهير التي اكتوت بنار حكمه، وسيظل حكمه صفحة سوداء في تاريخ هذه الدولة التي عرفت وذاقت حكم الطغاة.. ثم أخذت طريقها بعده ليكون لها دورها في عالم اليوم.

error: Content is protected !!