قصة وكلمات قصيدة ياجر قلبي جر لدن الغصوني من سلسلة قصص سالفه وقصيده من الحياة قديمة مكتوبة بالعربية
قصيدة ياجر قلبي جر لدن الغصوني القائل هو الشاعر دخيل الله بن عبدالله بن مرضي الدجيما الثعلي العضياني الروقي العتيبي
وقصيدة «يا جر قلبي» التي تغنى بها الركبان على مر السنين، بل إن فنان العرب محمد عبده شدى بكلماتها ونجح في إيصالها للملايين، هي قصيدة لشاعر البادية المعروف دخيل الله الدجيما العتيبي التي قالها بمعشوقته وقصة عشق عفيفة طاهرة وهذا ما يتبين من واقع شعر الدجيما واختلف الرواة في سردها ولا تعرف لها رواية دقيقة وهي قصة قديمة وقعت قبل اكثر من مئة وخمسين عام، حيث ترجع أحداثها الى ما بين سنة 1860 و1880 للميلاد قرب مدينة الطائف.
الدجيما ولد عام 1270هـ وتوفي عام 1320هـ على ارجح الاقوال وبذلك يكون توفي وعمره خمسين عام ، وهو من اهالي المحاني ..
ويبدو أن الدجيما عاش في أوائل هذا القرن إذ كان معاصرا للشاعر مخلد القثامي المتوفى حوالي سنة 1337هـ //1919م
حيث قصة عشقه اشتهرت مبكرا كنموذج لصرعى العشق مما دعى كثيرا من العشاق للإستشهاد به كما في قول عبدالله بن سبيل وهو من معاصريه ، وعاش بعده إذ يقول:
أخاف من موت بليا حقيقة مثل الدجيما لا طرد به ولا سيق
ويقول ابن مقيبل :
والدجيما من هوى الزينات مات …….. إلخ
وشاعر اخر يقول :
الهوى قد ذبح له شمري والدجيما على موته شهود
وكذلك قال زبن بن عمير :
يسمى دور محسن والدجيما وابن لعبون مكنـت اتـلاه وإلا أن أولـه مـافـات عـنـي
ويقول الشاعر عبدالمعين بن عقل بن ثعلي وهو من نفس قبيلة ( الثعاليه ):
رمح الدجيما اللي قتـل بـه قتلنـي لحدن دفع سوقه ولحدن طرد فيه
ولعل ترديد الدجيما بأنه سيموت من العشق هو ماصنع حوله هذه الاسطوره ((شاعر صرعه الحب))
وهو أمر كرره في شعره عدة مرات كما في قوله : “إن مت يا مشعان من هن ابن هن..”أو قوله:
يامن خبـر ذبـاح مابيـده سـلاح ولا هو بنطاحٍ وأنا منه مذبـوح
وقوله :
إن مت في دافي حشاه ادفنوني في مستكن الروح ماهوب بـرا
قصة القصيدة
لقد اختلف الرواة في قصة عشق الدجيما لمعشوقته وقصة القصيدة ، لكن الرواية الاكثر تصديقا فما هو إلا بدوي لا يملك من الدنيا الا ناقته وبندقيته ( مثيبة ) .. وهي كل متاعه في الحياة
وقد وقع في حب وعشق فتاة من قبيلته تدعى (سمحة)
التقى بمعشوقته ، فزهد في الدنيا وجعل من ناقته وسيلة تنقله الى من هواها قلبه ومن بندقيته وسيلة للدفاع عن نفسه ..
يمني نفسه بملاقاتها يذهب الى الغدير لعله يرى معشوقته
وتقدم الى اهل معشوقته طالبا الزواج , ولعلمهم بان الدجيما لا يملك المال طلبوا منه ثلاثين ناقة ؟؟
والابل في ذلك الزمان قليلة وتعتبر ثلاثين ناقة ثروة في عهدنا الحاضر مع تبييت النية بانهم لن يزوجوه
ورجع الدجيما الى قبيلته واخبرهم بالامر , فتم جمع ثلاثين ناقة مهر لمعشوقته سميحة
ورحل الدجيما الى اهل معشوقته مقدما لهم المهر , وردوا عليه بالرفض حيث قالوا لانريد تزويجك اياها ..
لانه عار عند القبائل اذا زوج المحب لمن يحب ولكنهم طلبوا منه الابل لتصعيب الامر عليه لانه لا يملكها ..
والقصيدة كتبها في شبابه لأن الشاعر فيما بعد تزوج بإمرأة اخرى غيرها وصبح له اولاد واحفاد الان من قبيلة عتيبه
وأهله من أول بالورق يورقوني على غدير تحته الما يقرا
على الذي مَشـيه تخطٍّ بهوني والعصـر من بين الفريقين مرَّا
واكثر عذاب القلب يوم سنحوني بيَّح بصبري لو بغيت اتدرَّا
يا ليتهم في الدرب ما واجهوني ويا ليتهم ما زادوا الحر حرَّا
يا ليتهم بالحب ما ولّعوني كان ابعدوا عنّي بخيرٍ وشـرا
والاّ انّهم يوم انّهم ولّعوني خلّوني اقضـي حاجتي واتدرّا
ويا ليتهم عن حاجتي سايلوني يوم اني اقعد عندهم واتحرَّا
ويا ليتهم من زادهم اطعموني انا على زاد الحبيب اتجرَّا
لا مبْعدٍ عنهم ولا قرّبوني ولا عايفٍ منهم ولاني مْوَرَّا
لا والله اللي بالهوى هُوْجَرُوْني هَجْرٍ به الحِيْلات عَيَّتْ تسـرا
يا عزتا لي من تفرّق شطُوْني يعزا لي ارمي بالسَّلَب واتعرَّا
لا ضاق صدري قمت اباري الضغوني كنّي غريرٍبالدلوهةْ مْضـرا
وقُبْلي عليه أشفق وتبكي عيوني والحال من ودّ الحبيّب تبرا
ادْعَج غَنَج يذبح بسود العيوني يذبح الى منّه هنف واستمرا
الخد برقٍ في علوّ المزوني تقول برَّاق من الصيف سـرا
ان مت في دافي حشاه ادفنوني في مستكن الروح ما هوب برَّا
بين النهود وقدّ روس القروني عن الهبايب مِسْتِكِنٍ مْذَرَّا
وان كنت في خَدٍّ بعيد انقلوني على هَذِيّ الزَّمْل مَشـيه تدرَّا
شرح المفردات:
لدن الغصون: الغصون اللينة. سنحوني: تجاوزوني أثناء مرورهم. بيّح: جعلني أبوح وأخرج من صبري. اتدرّا: أخفي. هوجروني: قيّدوني، من هجار البعير وهو عقاله. شطوني: أفكاري وهمومي. السلب: الملابس. غرير: صغير. الدلوهة: ما يلعب به الطفل في لهوه. قبلي: دائماً.