الشعر الجميل يبقى محفوراً في الذاكرة لا يمحى منها وناقوس يدق في ذاكرة النسيان نتذكره بين الحينة والأخرى
“جزا البارحة” سامريه قديمة جداً تواصلت مروراً عبر الأجيال ومازالت سامرية جميلة.. رشيقة القسمات خفيفة الفهم عميقة المعنى..عندما تقرأها.. كأنك تسمع ذلك الإيقاع الممزوج بين الذكرى والشجن.. لا بل بين الفخر والإعتداد.. شموخ ٌ وتعفف..والألآم المختلطة بالأمل والحب الصادق..الذي لا يفتره الانتظار ولا يبهته الوقت بل يزيده ألقا ً وبريقا ً.. ألقا ً ناصعا ًيبقى في وجدان العاشق الأصيل وبريقا ً يعرف به محيّاه بل سجاياه.. فالعشّاق الأصيلون لهم سجايا لا تنكرهم.. ويعرفون بها مهما حاولوا جاهدين لإخفائها..
القصيدة للشاعر الكويتي الراحل فهد راشد ناصر بورسلي (1918 – 25 أبريل 1960) ويعتبر شاعر الكويت الأول رغم انه توفي صغيرا في عمر الـ42 قبل اكثر من 64 عاما الا ان قصائده وإرثه الشعري لا وال يغني بكثرة في هذا الزمن وله عشرات القصائد السامريه المشهوره
القصيدة تعبر عن حال الشاعر بليلة من لياليه يبرهن عندها ما يعانيه في عدة ليالي فيقول “جزا البارحة” ومفردها جزوة وتعني الأرق مثل ان يقال جزت عيني عن النوم
السامرية تغنى فيها عشرات الفنانين لعل اولهم فنان الخليج عبدالله فضاله السليطي وغناها في حياة الشاعر وقبل ان يتوفى ثم غناها الفنان الشعبي المشهور بشير حمد شنان فأعطاها شهرة اكثر ثم تغنى بها اغلب الفنانين في الخليج بعدهما مثل راشد الماجد ونوال الكويتية ورباب ورابحه وموضي الشمراني وخالد عبدالرحمن وسعد جمعة وفرقة التلفزيون الكويتية وغيرهم الكثير