الشاعر زبن بن عمير يشكي الغرام للسديري

الشاعر زبن بن عمير يشكي الغرام للسديري

الأمير محمد بن أحمد السديري والشاعر زبن بن عمير البراق الثبيتي العتيبي رحمهما الله كان بينهما صداقة ناصعة البياض باسقة بالحب والعطاء والوفاء وبالغة العمق والدلالة في الربع الاخير من القرن الثالث عشر الهجري تقريباً لذلك نجد أن الكثير من قصائدهم كل يناجي بها الآخر

وكانت قصائدهم تحمل الكثير من أصالة التعبير الصادق عن جمال الكلمة والمفردة العذبة والمشاعر الحساسة والعواطف الجياشة والبوح والحنين والشجن الذي يعكس لنا صدق تلك المعاناة الحقيقية وليس مثل بعض قصائد هذا الزمن

ونورد اليوم قصيدتين بينهما

في يوم من الأيام بعث الشاعر زبن بن عمير البرّاق العتيبي قصيدة غزلية لصديقه الأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري يشكو بها تباريح الغرام ويبوح فيها عن مشاعر الحنين والشوق الذي يتوقد في داخله وواصفاً ما يختلج في داخله من الحنين والبوح

فقال زبن بن عمير

لو إن بعض الناس قد شاف ماشفت
عاف الهوى كله وخلاّه مجنب

زولٍ عرض لي في طريقي ووقّفت
محتار والمخلوق مني تعجّب

قال انت وش علمك وقلت اله أنا خفت
يوم اني أقصر هرجتي واتهـيـّب

بلاي منك منين ياهن شرفت
ابي المسير ومنك جسمي تكهـرب

يا ليتني في شارع السوق ما طفت
ولا شفت من بالسحر للعقل يسلب

حي تعرّف بي وانـابـه تعـرّفـت
وهلّيــت بالـغـالي وهلاّ ورحّب

واخبرته اني بالمودّة تكلّفت
واني بعد فرقاه لا اكل ولا اشرب

تراك فيّ اذنـبـت بالحيل واسرفت
وشفاي عندك يابن الاجواد والطّب

رميتني في حبل الادراك وانكفت
رمية فتى يعقوب في غبّة الجب

كسرت جنحاني وعني تطرّفت
وشلون أنوض وصامل العظم منجب

ان ما تداركت المريض وتعطّفت
عليه والا زاد سقم المعذّب

عز الله انك يوم وليت ما انصفت
ترقد وعيني كن في حجرها شب

ظنيت فيك الوصل يافلان واخلفت
وأنا على حبل الدرك وانت تلعب

يا ليتني بأول حياتي تصرّفت
قبل الدخول بغبّة الغي والحب

ما كان في حوض المنايا تهذلفت
لا شك أنـا للغيب لا أقرا ولا اكتب

يا امير باصرني تراني تكسّفت
من واهجٍ بالصـدر قام يتلهّب

واليوم اشوف إني لحالي تضاعفت
وقام أهوّن الهيّن علىّ يتـصعّـب

أيضاً ومن تالي حياتي تعـيّـفـت
ودخلت يا بو زيد ببحور وغبب

وكثرت هواجيسي بقلبي وخرّفت
ولو أن لي منهاج كان اتسبّب

ورد عليه الامير محمد بن أحمد السديري قائلا

غزيت تبي الطوع يا زبن واحرفت
وللي يطوفون الشوارع تقرّب

العام عن خلاّن عينك تخلّفت
واليوم قلبك في هواهم معذّب

يا زبن من عقب الدّرج تطلع اللفت
وش لك بدرب الزين يالعود الأشيب

وش ولّعك من عقب جزت وتسايفت
اثرك مع أول صوت ترثع وتشعب

من أولٍ بالحب قد شفت ما عفت
وخيـلك بميدان المودة تهاذب

كسرت عن درب الغرام وتحسَفت
وقلب الوضيحي قبل قلبك تذلهب

والله مالومك لو وقفت وتراجفت
ومجروح قلبك جايح الحب له عب

وراك يوم انك على الزين شرّفت
ما قلت يا وضّاح الانياب آبي أحب

وتقول له كانك تعطّفت وانصفت
اكشف عن الـوجـه المليح المحجب

قل له تراك الويت بالقب واصلفت
ومن العنى والحب خليتني صب

كانك على مكنون سرّه تهایفت
قل له تراي لخافق القلب مذهب

وان عاف خل ارقاب خيلك عنه عفت
مالك على وضّاح الانياب مطلب

يا زبن مانتب تايب لو تصوفت
ألا ان يزيحون الأعـنّـه عن الـقـب

لو انت بثياب المطوعـه تلفلفت
رزقك مع الاجواد تضوي وتنهب

ياما لغظّات الثمر قبل قطّفت
وتفهم طروق الود ومعانق الدب

ويا زبن أنا اللي من هواهن تلهفت
وسهومهن بأقصى الظماير تعاقب

من كاس خمر الحب ياما ترشفت
وريح الحياه عروق قلبي بها دب

لحيٍ معه بايات حبّه تحالفت
يا زبن نون العين عقبه تغضّب

لولاي أخاف الناس قالوا ترهفت
لقول حاز الزين عن بنيٍ يعرب

عليه يا البرّاق بالوّنه أردفت
ونّه وبالعبرات قمت أتغصّب

رحمهم الله جميعا

error: Content is protected !!