هذا البيت اشهر من نار على علم وتردد كثيرا على السنه الناس في كثير من المناسبات المختلفه ونسمع كثيرا بهذه العبارة او عكسها لوصف المضاد فما قصتها؟
الزول زوله والحلايا حلاياه والفعل ماهو فعل وافي الخصايل هو بيت من قصيدة أطلقته زوجة الشيخ وديد بن عروج شيخ قبيلة بني لام التي كان موطنها العارض في وسط نجد وقد كانت قبيله كثيرة العدد تفرعت منها قبائل معروفه في الجزيره العربيه واشتهر الشيخ وديد بالمرجلة والفروسية وبالمغازي الكثيرة
وكان لديه ذلول ذلول أصيلة أصابها الهزال لكثرة غزواته عليها ولم يبين الشحم على جسمها بسبب ذلك وبعد مقتله تقدم أخوه لزام للزواج من ارملة اخيه لحفظ الابناء وتربيتهم وتم الامر إلا أن الفرق بين الرجلين كبير في نظر الزوجة فلزام لم يظهر له فعل في حياة أخوه واكتفى في حياة اخيه في المكوث في البيت وقضاء لوازمهم اذا ما غاب اخيه للغزو وقد زاد كدر وحزن الزوجة عندما رأت ذلول وديد الهزيل وقد تغيرت اوصافها وتبدل حالها فمن بعد الهزال ركب الشحم عليها
وفي أحد المرات عاد الراعي بعد غيبه طويلة مع الإبل فإذا بالذلول تهدر وكأنها جمل فقال زوجها : اعقلي الذلول عن الإبل فلما عادت قالت : ذلك جمل وليست ذلول فقال لا مبالياً بل هي الذلول ! هنا تذكرت زوجها الشيخ وديد وغزواته وذكرت محاسنه التي تفتخر بها كأي أمرأة وفكرت بحياتها مع أخيه – زوجها الحالي – فقالت :
يالله يا عايد على كل مضماه يا مخضر الأرض الهشيم المحايل
أنت الكريم ورحمتك ما نسيناه تروف باللي دوم عينه تخايل
تلطف بمن كن عينه مداواه اللي بقلبه حاميات الملايل
ألوج مثل أيوب من عظم بلواه واسهر إلى ما يصبح النجم زايل
على حبيبٍ كل ما قلت أبنساه لذكره تفطني من الهجن حايل
إلى نسيته ذكرتني بطرياه شيبه ظهر من عاصيات الجلايل
يلتاع قلبي كل ما أذكر سواياه كما يلوع الطير شبك الحبايل
لوا حبيبي سبعة سنين فرقاه عليه أنا قصيت كل الجدايل
لوا حبيبي يتلف الهجن ممشاه لا من بغى له نيةٍ ما يسايل
لوا حبيبي يسقي الربع من ماه دليلهن لا ضيّعوه الدلايل
لوا حبيبي يرعب الهجن بغناه من كثر ما توحيه ليل وقوايل
لوا حبيبي كل قومٍ تنصاه تلقى ربوعه طيبين القبايل
لوا حبيبي تدفق السمن يمناه ياما ذبح من بين كبشٍ وحايل
لوا حبيبي وافياتٍ سجاياه عليه غضات الصبايا غلايل
لوا حبيبي دوم للعفن متقاه ياما كلنه مدمجات الفتايل
لوا حبيبي بين ذوله وذولاه خلي بوجه معدلين الدبايل
لوا حبيبي طاح يوم الملاقاه بنحور غلبا فوق غب السلايل
لوا حبيبي طير شلوى تعشاه قطاعة المهجة سناعيس حايل
يا عارفين وديد يا طول هجراه ياليتني بوديد ما أبغى بدايل
أخذت أخوه أبي عوض ذا من ذاه والبيت واحد من كبار الحمايل
عندي مثيله واحدٍ كنه إياه عليه من توصيف خلي مثايل
الزول زوله والحلايا حلاياه والفعل ماهو فعل وافي الخصايل
وبعدها بأيام قالت أيضاً – في هذا الموقف نفسه :-
يافاطري يا ما جرالك من العنا مع دربك العيرات نشت لحومها
غدا عنك نواس العدا مرذي النضا يجرها مع ما نبا من حزومها
غدا عنك وأرث في مكانه ازلابه تروعه الظلما تيلي نجومها
يا ما حويتي جل ذود من العدا أضحى عليها الغزو يفرق سهومها
ويا ما يثور عند عينك من الدخن معارك تدني للأرواح يومها
عليك مقدم لابةٍ شاع ذكره حامي تواليها امقدي يمومها
ولسوء حظ الزوجه فقد سمعها زوجها لزام في القصيدتين وأضمر الشر في نفسه لكنه لم يشأ ان يعاقبها الا بعد ان يجعلها ترى فعله وشجاعته وبالفعل قام باعلان المغزى وطالت غزواته حتى ان رفاقه سئموا من طول المده وكان كلما كسب شيئا ارسله الى قومه وهو ماضٍ في غزواته قد انشد هذه القصيدة:
أنا ابن عروج وهذي سواتي موصل سمان الهجن شن مايجنه
خمسين يومٍ والنضا مقفياتي مع مثلهن وهن على وجههنه
نمشي النهار وليلنا ما نباتي كم ذود مصلاح امنيس خذنه
كم من صبيٍ عشقتةٍ للبناتي عقب التعجرف بدل الضحك ونه
استاخذ المذهول عاف الحياتي هو ما درى إن الهجن بيوصلنه
من فوق هجنٍ من فلحهن خواتي غيب الصبايا الخافية يظهرنه
ولما رجع من غزواته كانت ذلوله بالكاد تمشي وفي حال يرثى لها من شدة الاعياء والهزل ويقال انها بركت قبل ان تصل الى البيت فأمر زوجته أن تذهب لإحضارها وكان يمشي خلفها يريد الفتك بها لما قالته سابقا من قصائد تمس كرامته وهي لم تكن تعلم بانه يمشي خلفها فلما رأت الذلول على تلك الحال قالت هذه القصيده التي كانت سببا في نجاتها من خطر لم تكن تعلم عنه:
يا بكرتي وش علم حالك ضعيفي أشوف حيلك وانيٍ عقب الأردام
عقب الفسق ومهادرك بالمصيفي ومصاول القعدان مرباعك العام
عقب الاباهر والسنام المنيفي صرتي كما المفرود من فعل لزام
قطع عليك ديار قومٍ تخيفي تسعين ليله راكب الهجن ما نام
أقفى عليك من الحسا للقطيفي لحوران والحرة إلى نقرة الشام
وأخذ عليك اذواد جوٍ مريفي وضحك كما برق الحباري بالأكوام
يزفها يقداه مشيه هريفي واقفى عليهن متلف الهجن لا قام
وعادوا على العارض ركيبٍ يهيفي يتلون ابن عروج مقدم بني لام
زهابهم حب القرايا النظيفي وسلاحهم صنع الفرنجي والأروام
ياما انقطع مع ساقته من عسيفي ومن فاطرٍ مشيه عن الجيش قدام
عقب الشحم وملافخه للرديفي قامت تسندر مثل مبخوص الأقدام
توي هنيت وطاب بالي وكيفي من عقب ضيمي صرت في خير وأنعام
وهكذا اثبت لزام انه لا يقل عن اخيه شجاعه وفروسيه وثبت للزوجه ان الخلف كالسلف
وهناك روايات في كتب اخرى تقول :
القصيده قالتها زوجة بن عروج لان لزام تهاون في اخذ ثار اخوه الشيخ وديد والبيت الاخير فالقصيده استثار حميته وركب للغزو لمدة ثلاث شهورعلى نفس الناقه وكسب وقالت فيه قصيده تمدحه ويوم رجع من كان ناوي على طلاقها لولا انها استقبلته وامسكت خطام الناقه وقالت قصيدتها الاخيرة .. هذا ما قرأته وقد أختلف فيها كما أشرت في السابق ولا نعلم أيها أصح الروايات ..